وقال اللبناني : بقوته امتنع
فأصبح تبكيه النساء مقنّعا |
|
ولا يسمع الداعي ، وإن صوته رفع |
وقرّب من لحد ، فصار مقيله |
|
وفارق ما قد كان بالأمس قد جمع |
فلا يترك الموت الغني لماله |
|
ولا معدما في المال ذا حاجة يدع |
فلم يزل عمر يبكي ويضطرب حتى غشي عليه ، قال : فقمنا وانصرفنا عنه.
أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن عبد الرّحمن بن أبي بكر القاري الصوفي ، أنا إسماعيل بن زاهر النوقاني.
ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، قالا : نا أبو محمّد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أنا أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي ـ زاد البيهقي : بالكوفة ـ نا إبراهيم بن عبد الله الختّلي ، نا محمّد بن الحسين ، نا حمّاد بن الوليد الحنظلي ، قال : حدّثنا ـ وقال زاهر : سمعت ـ عمر بن ذرّ يذكر عن ميمون بن مهران أنه قال : دخلت على عمر بن عبد العزيز وعنده سابق البربري (١) وهو ينشده شعرا (٢) ، فانتهى في شعره إلى هذه الأبيات :
فكم من صحيح بات للموت آمنا |
|
أتته المنايا بغتة بعد ما هجع |
فلم يستطع إذ جاءه الموت بغتة |
|
فرارا ولا منه بقوته امتنع |
فأصبح تبكيه النساء مقنّعا |
|
ولا يسمع الداعي وإن صوته رفع |
وقرّب من لحد فكان مقيله |
|
وفارق ما قد كان بالأمس قد جمع |
ولا يترك الموت الغنيّ لماله |
|
ولا معدما في المال ذا حاجة يدع |
وقال البيهقي : في الحال ، وزاد : قال : وقالا : ـ فلم يزل عمر يبكي ويضطرب حتى غشي عليه ، وقمنا وتفرقنا عنه.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ رشأ بن نظيف ، أنبأ الحسن بن إسماعيل بن محمّد ، أنا أحمد بن مروان ، أنشدنا إسماعيل بن إسحاق السرّاج ، قال : أنشدني أبو زيد النميري لسابق :
__________________
(١) بالأصل : اليزيدي ، خطأ.
(٢) الخبر في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي من طريق حماد بن الوليد ص ١٧١ ـ ١٧٢.