قال (١) : وأنا ابن رزق ، أنا جعفر بن محمّد الخوّاص ، حدّثني عمر بن عاصم ، حدّثني أحمد بن خلف ، قال : سمعت سريا يقول : هذا الذي أنا فيه من بركات معروف ، انصرفت من صلاة العيد ، فرأيت مع معروف صبيا شعثا فقلت : من هذا؟ فقال : رأيت الصبيان يلعبون وهذا واقف منكسر فسألته : لم لا تلعب؟ قال : أنا يتيم ، قال سري : فقلت له : ما ترى أنك تعمل به؟ فقال : لعلي أخلوا فأجمع له نوا يشتري به جوزا يفرح به ، فقلت له : أعطيته (٢) أغير من حاله؟ فقال لي : أو تفعل؟ فقلت : نعم ، فقال لي : خذه أغنى الله قلبك ، فسويت الدنيا عندي أقل من كذا.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، قال : سمعت أبي يقول (٣) : سمعت محمّد بن الحسين يقول : سمعت عبد الله بن علي الطوسي يقول : سمعت أبا عمرو بن علوان يقول : سمعت أبا العباس بن مسروق يقول : بلغني أن السّري السّقطي كان يكون (٤) في السوق وهو من أصحاب معروف الكرخي فجاءه معروف يوما ومعه صبي يتيم فقال [له] : اكس هذا اليتيم ، قال سريّ : فكسوته ، ففرح به معروف ، وقال : بغّض الله إليك الدنيا وأراحك مما أنت فيه ، فقمت من الحانوت وليس شيء أبغض إليّ من الدنيا ، فكل ما أنا فيه من بركات معروف.
أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ ، أنا أبو نعيم (٥) أحمد بن عبد الله ، أنا جعفر بن محمّد بن نصير ـ في كتابه (٦) ـ وحدّثني عنه محمّد بن إبراهيم قال : حدّثني الجنيد قال : سمعت الحسن البزار (٧) يقول : كان أحمد بن حنبل هاهنا ، وكان بشر بن الحارث هاهنا ، وكنا نرجو أن يحفظنا الله بهما ، ثم إنهما ماتا وبقي السّري ، وإني أرجو أن يحفظنا الله بالسّري بعد قدومه من الثغر (٨) ، فقال أبو عبد الله : أليس الشيخ الذي
__________________
(١) تاريخ بغداد ٩ / ١٨٨.
(٢) في تاريخ بغداد : أعطنيه.
(٣) الخبر في الرسالة القشيرية ص ٤١٧.
(٤) في الرسالة القشيرية : كان يتجر.
(٥) الخبر حلية الأولياء ١٠ / ١٢٦ ، ونقله عن أبي نعيم ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٤٢١٥.
(٦) بالأصل : «أنا جعفر بن محمد بن كنانة» وحدثني عنه ..» صوبنا العبارة عن حلية الأولياء ١٠ / ١١٦ و ١٢٦ وفي م : جعفر بن محمد في كتابه.
(٧) في المصدرين : «البزاز» وفي م : البزاز.
(٨) مهملة بالأصل بدون نقط ، والمثبت عن الحلية وم.