فيه ، وكان يلزم بيته ولا يخرج منه ، لا يراه إلّا من يقصده إلى بيته ، انقطع عن الناس وعن أسبابهم ، أسند الحديث (١).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قالا : قال أنا أبو بكر الخطيب (٢) [قال :] السّري بن المغلّس أبو الحسن السّقطي ، كان من المشايخ المذكورين ، وأحد العبّاد المجتهدين ، صحب معروف الكرخي ، وحدّث عن هشيم بن بشير ، وأبي بكر بن عياش ، وعلي بن غراب ، ويحيى بن يمان ، ويزيد بن هارون ، وغيرهم ، روى عنه أبو العباس بن مسروق الطوسي ، والجنيد بن محمّد ، وأبو الحسين النوري ، ومحمّد بن الفضل بن جابر السّقطي ، وإبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرّمي (٣) ، والعباس بن يوسف الشكلي في آخرين.
أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم ، قال : سمعت والدي الأستاذ أبا القاسم يقول (٤) : ومنهم أبو الحسن سري بن المغلّس السّقطي خال الجنيد وأستاذه ، وكان تلميذ معروف الكرخي ، كان أوحد زمانه في الورع والأحوال السنية (٥) ، وعلوم التوحيد ، وكان السري به أدمة (٦).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو النجم السّيحي ، أنا أبو بكر الخطيب (٧) ، أنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنا جعفر بن محمّد بن نصير ، حدّثني أبو القاسم سليمان بن محمّد بن سلّم الضرّاب ، حدّثني بعض إخواني أن سريا السّقطي مرّت به جارية معها إناء فيه شيء ، فسقط من يدها فانكسر ، فأخذ سري شيئا (٨) من دكانه فدفعه إليها بدل ذلك الإناء ، فنظر إليه معروف الكرخي فأعجبه ما صنع ، فقال له معروف : بغّض الله إليك الدنيا.
__________________
(١) الخبر نقله الذهبي في السير من طريق أبي عبد الرحمن السلمي ١٢ / ١٨٧ وبهذا السند نقله ابن العديم في بغية الطلب ٩ / ٤٢١٣.
(٢) تاريخ بغداد ٩ / ١٨٧.
(٣) بالأصل وم : «المخزومي» والمثبت عن تاريخ بغداد ، وانظر سير الأعلام ١٢ / ١٨٥.
(٤) الرسالة القشيرية ط بيروت ص ٤١٧.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي الرسالة القشيرية : «وأحوال السّنّة».
(٦) قوله : «وكان السري به أدمة» سقط من الرسالة القشيرية.
(٧) تاريخ بغداد ٩ / ١٨٨ ونقله الذهبي في السير ١٢ / ١٨٦ ولم يعزه لأحد.
(٨) في السير والأعلام : إناء.