قال : سمعت السّري يقول :
رجعت مرة من بعض المغازي فرأيت في طريقي قفيزا مملوءا ماء صافيا (١) وحوله عشب من حشيش قد نبت ، فقلت في نفسي : يا سريّ إن كنت يوما أكلت حلالا وشربت شربة حلال فاليوم ، فنزلت عن دابتي فأكلت من ذلك الحشيش وشربت من ذلك الماء ، فهتف بي هاتف ـ سمعت الصوت ولم أر الشخص ـ : يا سري بن المغلّس فالنفقة التي بلغتك إلى هاهنا من أين هي؟.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو السعادات المتوكلي ، وأبو محمّد السلمي ، قالوا : حدثنا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنبأ أبو بكر الخطيب (٢) : أنا سلامة بن عمر النّصيبي ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، نا العباس بن يوسف مولى بني هاشم ، نا سعيد بن عثمان ، قال : سمعت سريّ بن مغلّس يقول :
غزونا أرض الروم فمررت بروضة خضرة فيها الخباز ، وحجر منقور فيه ماء المطر ، فقلت في نفسي : لئن (٣) كنت آكل يوما حلالا فاليوم ، فنزلت عن دابتي فجعلت آكل من ذلك الخباز ، وأشرب من ذلك الماء ، فإذا هاتف يهتف بي : يا سريّ بن مغلّس فالنفقة التي بلغت بها إلى هذا من أين؟.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو الفضل أحمد بن محمّد الصّيرفي ببغداد ، نا سعيد بن عثمان الحنّاط ، قال : سمعت سريّ بن المغلّس يقول :
جعت مرة في بعض المفاوز فإذا في طريقنا قفيز فيه ماء وحوله عشب من حشيش فنزلت فقعدت واسترحت ، ثم قلت : يا سريّ إن كنت أكلت أكلة حلالا وشربت شربة حلالا فاليوم ، فهتفني هاتف سمعت صوته ولم أر الشخص يقول لي : يا سري بن المغلّس فالنفقة التي بلغتك إلى هاهنا من أين؟ فقصر إلى نفسي.
أخبرنا أبو محمّد السّيدي (٤) ، وأبو المظفّر بن القشيري ، قالا : أنا أبو عثمان
__________________
(١) بالأصل : صافي.
(٢) تاريخ بغداد ٩ / ١٨٩ ـ ١٩٠.
(٣) بالأصل : «أين» والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٤) فى م : السندي.