فمنذ ثلاثين سنة أنا نادم على ما قلت ، حيث أردت لنفسي خيرا مما (١) للمسلمين.
قال (٢) : وسمعت محمّد بن الحسين يقول : سمعت محمّد بن الحسن بن الخشاب يقول : سمعت جعفر بن محمّد بن نصير يقول : سمعت الجنيد يقول : سمعت السّري يقول : أعرف طريقا مختصرا ، قصدا إلى الجنة ، فقلت له : ما هو؟ فقال : لا تسأل من أحد شيئا ولا تأخذ شيئا ، ولا يكون معك شيء تعطي أحدا.
أخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أنا أحمد بن الحسين الحافظ ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، قال : قال الجنيد بن محمّد : قال : سمعت السّري بن المغلّس يقول :
إني لأعرف طريقا يؤدي إلى الجنة قصدا فقيل له (٣) : ما هو يا أبا الحسن؟ فقال : أن تشغل العبادة وتقبل عليها وحدها فلا يكون فيك فضل.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني جعفر بن محمّد ، حدّثني الجنيد بن محمّد قال : سمعت السّري يقول :
أعرف طريقا مختصرا قصدا في الجنة ، فقلت له : ما هو؟ قال : لا تسأل أحدا شيئا ، ولا تأخذ من أحد شيئا ـ يعني إن أعطاك ـ ولا يكون معك شيء تعطي منه أحدا.
قال : وقال لي سري : إن أمكنك أن لا تكون آلة بيتك إلّا خرق فافعل ، قال الجنيد : وهكذا كانت آلة بيته.
قال : وسمعت الجنيد يقول : سمعت بعض المؤمنين يقول ـ يعني سريا ـ : ما بدت لي من الدنيا زهرة إلّا جدّدت لي من الدنيا عزوفا.
أخبرنا أبو القاسم المستملي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا جعفر بن محمّد بن نصير الخوّاص ، قال : سمعت علّان بن أحمد البنّا يقول : سمعت
__________________
(١) في الرسالة القشيرية : مما حصل للمسلمين.
(٢) المصدر السابق نفسه.
(٣) بالأصل : «إلى أخيه فيصدا فضل له» كذا والاضطراب واضح ، صوبنا العبارة عن مخطوطة م ، ومختصر ابن منظور ٩ / ٢١٩.