أأنت الذي يهدي معدّا لدينها؟ |
|
بل الله يهديها وقال لك : اشهد |
فما حملت من ناقة فوق كورها |
|
أبرّ وأوفى ذمّة من محمّد |
وأكسى لبرد الخال (١) قبل ابتداله |
|
وأعطى لرأس السابق المتجدد |
تعلّم رسول الله أنّك قادر |
|
على كل حي متهمين ومنجد |
تعلّم أن الركب ركب عويمر |
|
هم الكاذبون المخلفو كلّ موعد |
أنّبوا رسول الله أن قد هجوته |
|
فلا رفعت سوطي إليّ إذا يدي |
سوى أنني قد قلت ويك أم فتية |
|
أصيبوا بنحس لا بطلق (٢) وأسعد |
أصابهم من لم يكن لدمائهم |
|
كفاء ففرت (٣) حسرتي وتبلدي |
ذؤيب وكلثوم وسلمى تتابعوا |
|
جميعا فإن لا تدمع العين [أكمد](٤) |
فلما أنشده :
أأنت الذي تهدي معدّا لدينها
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«بل الله يهديها» [٤٥٨٩].
فقال الشاعر :
بل الله يهديها ، وقال لك : اشهد
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد ، عن محمّد بن عمر (٥) ، نا هشام بن حرام بن خالد (٦) ، عن أبيه ، قال :
لما قدم ركب خزاعة على النبي صلىاللهعليهوسلم يستنصرونه ، قالوا : يا رسول الله إن أنس بن
__________________
(١) بالأصل وم : الحال ، والمثبت عن ابن هشام وأسد الغابة ، والخال : ضرب من برود اليمن ، وهو من رفيع الثياب. والسابق : الفرس.
(٢) بالأصل وم : «لا بصاير أسعد» والمثبت عن ابن هشام.
والطلق : الأيام السعيدة ، يقال : يوم طلق إذا لم يكن فيه حر ولا برد ولا شيء.
(٣) في ابن هشام والإصابة في الموضعين : «فعزت» ويروى : تجلدي ، ويروي : تلددي.
(٤) زيادة عن ابن هشام والإصابة.
(٥) الخبر في مغازي الواقدي ٢ / ٧٨٩ وأسد الغابة ١ / ١٤٧ ومختصرا في الإصابة ١ / ٦٨.
(٦) في الواقدي وابن الأثير : حزام بن هشام بن خالد.