الأسود بن عبد يغوث الزّهري عام أذرح (١) فوقع الوجع بالشام ، فأقمنا بسرغ (٢) خمسين ليلة ، ودخل علينا رمضان فصام المسور وعبد الرحمن بن الأسود ، وأفطر سعد بن أبي وقاص وأبى أن يصوم ، فقلت لسعد : أبا إسحاق! أنت صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم وشهدت بدرا والمسور يصوم ، وعبد الرحمن ، وأنت تفطر؟ قال سعد : إني أنا أفقه منهما (٣).
وقال : وأخبرنا أبو بكر حدّثنا محمّد بن يحيى ، ثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدّثني أبي ، حدّثني محمّد بن مسلم : أن رجلا أخبره عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة : أن سعد بن أبي وقاص يقصر الصلاة ويفطر ، وكانا يتمان الصلاة ويصومان. قال : فقيل لسعد : إنّك تقصر الصلاة وتفطر ويتمان ، فقال سعد : نحن أعلم.
قال أبو بكر : إن كانت رواية ابن أبي أويس صحيحة فإن الزّهري لم يسمعه من عبد الرحمن بن المسور.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا محمّد بن أحمد بن أبي الصقر ، أنبأ محمّد بن الحسين بن يوسف الأصبهاني ، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الله النقوي (٤) ، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد الديري ، أنبأنا عبد الرزاق بن همام ، عن ابن جريج ، حدّثني زكريا بن عمرو (٥) : أن سعد بن أبي وقاص وفد على معاوية فأقام عنده شهرا يقصر الصلاة ، أو شهر رمضان فأفطر (٦).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب ، ثنا أبو بكر الحميدي ، ثنا سفيان ، ثنا عمرو ـ يعني ابن دينار ـ قال : شهد سعد بن أبي وقاص وابن عمر الحكمين بدومة الجندل (٧).
__________________
(١) بالأصل : ادرج ، والصواب عن سير الأعلام ، وأذرح بلد في أطراف الشام من أعمال الشراة ثم من نواحي البلقاء.
(٢) سرغ : بفتح أوله وسكون ثانيه ، هو أول الحجاز وآخر الشام بين المغيثة وتبوك من منازل حاج الشام.
(ياقوت).
(٣) نقله الذهبي في السير ١ / ٩٥ من طريق ابن وهب.
(٤) رسمها غير واضح بالأصل ، والصواب ما أثبت عن م ، ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ١٤١.
(٥) في البخاري تاريخ الكبير ٣ / ٤٥٠ والجرح والتعديل ٣ / ٥٩٨ «عمر».
(٦) نقله الذهبي من طريق ابن جريج في سير الأعلام ١ / ٩٥ ـ ٩٦.
(٧) سير الأعلام ١ / ٩٦.