منها أوجل (١) لا أراها تشبه كلام سعد.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله قالا : أنبأنا [أبو](٢) جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، ثنا أحمد بن سليمان ، ثنا الزّبير بن بكّار ، قال : وحدّثني إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز الزهري ، قال : كان سعد بن أبي وقاص في جيش عبيدة بن الحارث حين بعثه رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى رابغ (٣) فلقي عير قريش فيهم أبو سفيان بصدر رابغ على ماء يقال له أحيا ، فخرج إلى المسلمين من المشركين يومئذ المقداد بن عمرو حليف بني زهرة ، وعتبة بن غزوان حليف نوفل بن عبد مناف كانا خرجا يتوصلان بالمشركين فتراموا بالنبل ولم يكن بينهم مسابقة ، وكان سعد بن أبي وقاص أول من رمى بسهم في سبيل الله وهو حين رمى ذلك اليوم أول سنة قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة مهاجرا.
قال إبراهيم بن محمّد : فحدّثني محمّد بن نجاد بن موسى بن سعد بن أبي وقاص قال : قال سعد في ذلك :
ألا هل أتى (٤) رسول الله أني |
|
حميت صحابتي بصدور نبلي |
قال محمّد بن نجاد : ثم زادوا فيها (٥) :
أذود بها أوائلهم ذيادا |
|
بكلّ حزونة وبكلّ سهل |
فما يعتد رام من معدّ |
|
بسهم في سبيل الله قبلي |
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد ، أنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن عثمان بن عبد الرّحمن ، عن الزّهري قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم سريّة فيها سعد بن أبي وقاص إلى جانب من الحجاز يدعى رابغ وهو من جانب الجحفة (٦) ، فانكفأ المشركون على المسلمين فحماهم سعد بن أبي وقاص يومئذ بسهامه ، وكان أول من رمى بسهم في
__________________
(١) في السيرة : أوائلهم.
(٢) زيادة لازمة للإيضاح.
(٣) رابغ : واد من دون الجحفة يقطعه طريق الحاج من دون عزور (ياقوت).
(٤) بالأصل «إلى» والمثبت عن سيرة ابن هشام.
(٥) بالأصل تقرأ : «ثم أرادوا معه». ولعل الصواب ما أثبت ، انظر الإصابة ٢ / ٣٤.
(٦) على ثلاث مراحل من مكة في طريق المدينة (ياقوت).