محمّد بن عمر ، حدثني عبد الله بن الحارث بن الفضيل ، عن أبيه ، عن حبيب بن عمير ، عن مليح بن عوف السّلمي قال : بلغ عمر بن الخطاب أن سعد بن أبي وقاص صنع بابا مبوبا من خشب على باب داره ، وخصّ على قصره خصا من قصب فبعث محمّد بن مسلمة ، وأمر [ني] بالمسير معه وكنت دليلا بالبلاد فخرجنا وقد أمره أن يحرق ذلك الباب وذلك الخص ، وأمره أن يقيم سعدا لأهل الكوفة في مساجدهم ، وذلك أن عمر بلغه عن بعض أهل الكوفة أن سعدا حابى في بيع خمس باعه فانتهينا إلى دار سعد ، فأحرق الباب والخصّ (١) وأقام محمد سعدا في مساجدها فجعل يسألهم عن سعد ويخبرهم أن أمير المؤمنين أمره بهذا ولا يجد أحدا يخبره إلّا خيرا.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا محمّد بن العباس ، أنا أبو الحسن أحمد بن معروف ، حدثنا الحسين بن الفهم ، ثنا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدثني عبد الله بن جعفر ، عن إسماعيل بن محمّد بن سعد قال : وحدثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمّد بن سعد ، عن أبيه ، عن عامر بن سعد قال : قال عمر بن الخطاب : إن وليتم سعدا فسبيل ذاك وإلّا فليستشيره الوالي فإني لم أعزله عن سخطة.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الأديب ، أنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان.
ح وأخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا إبراهيم ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، ثنا أبو خيثمة ، حدّثنا جرير ، عن حصين عن (٢) عمرو بن ميمون ، عن عمر بن الخطاب قال : لما أصيب ، قال له عبد الله بن عمر : ألا تستخلف يا أمير المؤمنين؟ قال : ما أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء الذين توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو عنهم راض. فسمّى عليا ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير ، وعبد الرّحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وقال : ليشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شيء ، فمن استخلفوه فهو الخليفة بعدي ـ وقال ابن المقرئ : من بعدي ـ فإن أصابت سعدا وإلّا
__________________
(١) بالأصل : «في الخص» ولعل الصواب ما أثبت.
(٢) بالأصل «بن» خطأ والصواب ما أثبت عن سير الأعلام ١ / ١١٨.