طارق قال : كان بين خالد بن الوليد وبين سعد بن أبي وقاص كلام فتناول رجل خالدا عند سعد فقال : أظنه قال : مه إن ما بيننا لم يبلغ ديننا.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، نا الحسين بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا أبو بكر بن منصور الرّمادي ، نا عبد الله بن صالح ، نا الليث ، عن ابن عجلان : أن سعد بن أبي وقاص تزوج امرأة من بني عذرة ، وأنه كان يوما قاعدا في أصحابه إذ جاءه رسول امرأته فقال : فلانة تدعوكم ، فذكر امتناعه حتى ردّت إليه الرسول ، فقام إليها سعد فقال : ما لك أجننت؟ فأشارت إلى حيّة على الفراش فقالت : ترى هذا؟ فإنه كان يتبعني إذ كنت في أهلي ، وإني لم أره منذ دخلت عليك قبل يومي هذا. فقال له سعد : ألا تسمع؟ إن هذه امرأتي تزوجتها بمالي وأحلها لي ولم تحل لك منها شيء فاذهب ، فإنك إن عدت قتلتك ، قال : فانساب حتى خرج من باب البيت ، وأمر سعد إنسانا يتبعه أين يذهب فاتّبعه حتى دخل من باب مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلما كان في وسطه وثب وثبة فإذا هو في السّقف ، قال : فلم يعد إليها بعد ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن منده ، أنا الحسن بن محمّد بن يوسف ، أنا أبو الحسن النسائي ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا سليمان بن منصور الخزاعي ، نا عمر بن الحكم ، عن عوانة قال : دخل سعد بن أبي وقاص على معاوية فسلّم عليه ، ولم يسلّم بإمرة المؤمنين فقال له معاوية : لو شئت أن تقول غيرها لقلت ، قال : فنحن المؤمنون ولم نؤمّرك (١) ، كأنك معجب بما أنت فيه يا معاوية ، والله ما يسرّني أني على الذي أنت عليه وأني هرقت محجمة من دم (٢) ، قال : لكني وابن عمك عليا يا أبا إسحاق قد هرقنا فيه أكثر من محجمة ومحجمتين ، تعال فاجلس معي على السرير.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن خسروا ، أنا أبو الحسن بن الحسين بن أيوب ، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم ، أنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب ، نا إبراهيم بن الحسين الكسائي ، نا يحيى بن سليمان الجعفي ، حدّثني عمر بن القاسم بن
__________________
(١) بالأصل : «يامرك» والمثبت عن سير الأعلام ١ / ١٢٢.
(٢) إلى هنا نقل الذهبي الخبر في سير الأعلام ١ / ١٢٢ من طريق عمر بن الحكم.