حمراء ، متّزر بيمنة مرتد ببرد ، له جمّة فينانة قد لاث عليها عمامة خزّ سوداء ، فكأني أنظر إلى أطراف جبته (١) كالعناقيد من تحت العمامة ، فكأن الشعرى تطلع في وجهه ، وإذا خوادم حواسر عن أذرعهم ، ومشمّرين عن سوقهم ، وإذا مشايخ جلة حفوف بعرشه ، ما يفيض أحد منهم بكلمة ، وقد كان نمي إليّ عن حبر من أحبار الشام أن النبي صلىاللهعليهوسلم الأميّ هذا أوان توكّفه (٢) فقلت : عله وعسيت أن أفقّه به ، فدنوت ، فقلت : السلام عليك يا رسول الله فقال : لست به ، وكأن قد وليتني به ، فقلت لبعض المشيخة : من هذا؟ قالوا : أبو نضلة هاشم بن عبد مناف ، قال : فقلت : هذا والله الشرف والثناء الذي لا ينكر.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، قال : وأما سعر فسعر بن سوادة ، وهو القائل : كنت عسيفا لعقيلة من عقائل العرب ، وهو الدؤلي له صحبة. روى عنه ابنه جابر بن سعر.
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (٣) ، قال : وأما سعر بكسر السين المهملة وآخره راء فهو سعر بن سوادة ، وهو القائل : كنت عسيفا لعقيلة من عقائل العرب.
__________________
(١) كذا ، ولعله : جمته.
(٢) توكف الخبر : انتظره وترقبه.
(٣) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٢٩٨.