كما بين أيلة ومكة ، وهو مسيرة شهر ، فيه مثل النجوم أباريق ، شرابه أشدّ بياضا من الفضة ، من شرب منه مشربا لم يظمأ بعده أبدا» فقال عبيد الله : ما سمعت في الحوض حديثا أثبت من هذا وأصدّق به (١) ، وأخذ الصحيفة فحبسها عنده.
وهكذا رواه روح بن عبادة ، عن حسين بن ذكوان المعلم [٤٥٩٠].
أخبرناه أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنبأ أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، قالا : نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا محمّد بن إسحاق الصغاني ، نا روح بن عبادة ، نا حسين المعلم ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبي سبرة الهذلي ، قال : قال عبيد الله ، ما أصدق بالحوض ، حوض محمّد صلىاللهعليهوسلم بعد ما حدثه أبو برزة الأسلمي ، والبراء بن عازب ، وعائذ (٢) بن عمرو ، فقال : ما أصدقهم ، قال أبو سبرة : ألا أحدثك من ذلك حديث شفاء ، بعثني أبوك في مال إلى معاوية ، فلقيت عبد الله بن عمرو ، فحدّثني ـ وكتبته بيدي من فيه ـ ما سمع من رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلم أزد حرفا ولم أنقص ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«إن الله لا يحب الفاحش ولا المتفحّش ، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحّش ، وقطيعة الأرحام ، وسوء الجوار ، وحتى يؤتمن الخائن ، ويخوّن الأمين ، ومثل العبد المؤمن كمثل القطعة الجيدة من الذهب ، نفخ عليها فخرجت طيبة ، ووزنت فلم تنقص ، قال : ومثل العبد المؤمن كمثل النخلة أكلت طيبا ووضعت طيبا ، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد ، قال : وقال : موعدكم حوضي ، وعرضه مثل طوله ، أبعد ما بين أيلة إلى مكة ، فيه أمثال الكواكب أباريق ، ماؤه أشدّ بياضا من الفضة ، من ورده فشرب منه لم يظمأ بعدها أبدا» [٤٥٩١].
قال : فقال ابن زياد : أشهد أن الحوض حق ، وأخذ الصحيفة التي فيها الكتاب.
قال البيهقي : وكذلك رواه أبو أسامة عن حسين ، ورواه ابن أبي عدي عن حسين ، عن عبد الله بن بريدة ، قال : ذكر لي أن أبا سبرة بن سلمة الهذلي سمع ابن (٣) زياد
__________________
(١) في م : وصدق به.
(٢) بالأصل وم عابد ، والصواب عن الرواية السابقة.
(٣) في م : سمع زياد.