..... (١) بحديث ابن أبي عدي أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا محمّد بن أبي عدي ، نا حسين المعلم ، عن عبد الله بن بريدة ، قال : ذكر لي أن أبا سبرة بن سلمة سمع ابن زياد يسأل عن الحوض ، فقال : ما أراه حقا بعد ما سأل أبا برزة الأسلمي ، والبراء بن عازب ، وعائذ بن عمرو المزني ، فقال : ما أصدق هؤلاء ، فقال أبو سبرة : ألا أحدثك في هذا بحديث شفاء ، بعثني أبوك إلى معاوية في مال ، فلقيت عبد الله بن عمرو فحدّثني بفيه ، وكتبته بيدي ما سمع من رسول الله صلىاللهعليهوسلم فلم أزد حرفا ولم أنقص حرفا ، حدّثني أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
«إن الله لا يحب الفحش والتفحّش ، والذي نفس محمّد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش ، وقطيعة الرحم ، وسوء المجاورة ، ويخوّن الأمين ، ويؤتمن الخائن ، وقال : مثل المؤمن كمثل النخلة ، أكلت طيبا ووضعت طيبا ، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد ، ومثل المؤمن كمثل القطعة الجيدة من الذهب ، نفخ عليها فخرجت طيبة ووزنت فلم تنقص ، وقال : موعدكم حوضي ، عرضه مثل طوله ، وهذا أبعد ما بين أيلة إلى مكة ، وذلك مسيرة شهر ، فيه أباريق أمثال الكواكب ، ماؤه أشدّ بياضا من الفضة ، من ورده فشرب منه لم يظمأ بعدها أبدا» [٤٥٩٢].
فقال ابن زياد : ما حدّثت عن الحوض حديثا هو أثبت من هذا ، أشهد أن الحوض حق ، وأخذ الصحيفة التي جاء بها أبو سبرة ، ورواه قتادة بن دعامة ، ومطر بن طهمان الوراق ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبي سبرة ، ورواه أبو هلال محمّد بن سليم الراسبي ـ وهو سيئ الحفظ ـ عن ابن بريدة ، فقال : عن عبد الله بن أبي سبرة ، وخالف الجماعة فيه.
فأمّا حديث قتادة :
فأخبرناه أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو (٢) المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم ، قالا : أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد ، أنبأ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن زكريا الجوزقي ، نا أبو العباس محمّد بن عبد الرّحمن الدّغولي ، نا محمّد بن
__________________
(١) بياض بالأصل مقدار كلمتين ، وفي م : أخبرنا بحديث ابن أبي عدي ...
(٢) في م : أبو ، بدون الواو.