المهلّب ، نا عبد الله بن رجاء ، نا همّام ، نا قتادة ، عن ابن بريدة قال : قال أبو سبرة : بعثني أبوك ـ يعني زيادا ـ إلى معاوية في مال ، فلقيت عبد الله بن عمرو فحدّثني حديثا عن النبي صلىاللهعليهوسلم بفيه ، وكتبته بيدي ، فقال له أبو زياد : أقسمت عليك لتركبن البرذون فلتعرفنه حتى تأتيني بالكتاب ، قال : فركبت فذكر الصحيفة ، فقرأ الصحيفة : بسم الله الرّحمن الرحيم ، هذا ما حدثه عبد الله بن عمرو بن العاص عن محمّد رسول الله :
«إن الله عزوجل لا يحب الفاحش ولا المتفحّش».
ثم قال :
«والذي نفس محمّد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتّفحّش» [٤٥٩٣].
وأمّا حديث مطر :
فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، نا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن مطر ، عن عبد الله بن بريدة ، قال : شك عبيد الله بن زياد في الحوض ، فقال له أبو سبرة ـ رجل من صحابة عبيد الله بن زياد ـ قال : فإن أباك حين انطلق وافدا إلى معاوية انطلقت معه فلقيت عبد الله بن عمرو ، فحدثني من فيه ، إلى فيّ حديثا سمعه من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأملاه علي ، وكتبته قال : فإني أقسمت عليك لما أعرقت هذا البرذون حتى تأتيني بالكتاب ، قال : فركبت البرذون فركضته حتى عرق فأتيته بالكتاب فإذا فيه : حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
«إن الله عزوجل يبغض الفحش والتّفحّش ، والذي نفس محمّد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتّفحّش ، وسوء الجوار ، وقطيعة الأرحام ، وحتى يخوّن الأمين ، ويؤتمن الخائن ، إن أسلم المسلمون من لسانه ويده وإن أفضل الهجرة لمن هجر ما نهى الله عنه ، والذي نفس محمّد بيده أن مثل المؤمن لكمثل القطعة من الذهب ، نفخ عليها فلم تغير ولم تنقص ، والذي نفس محمّد بيده إن مثل المؤمن لكمثل النخلة (٢) أكلت طيبا ووضعت طيبا ووقعت فلم تكسر ولم تفسد ، قال : قال : ألا وإن لي حوضا ما بين ناحيتيه
__________________
(١) مسند الإمام أحمد ٢ / ١٩٩ وفيه تقديم وتأخير.
(٢) في المسند وم : النحلة.