وأساء السيرة في اليهود هو وأولاده وأخذوا يخالفون أوامر الله وشريعته ، وقد تبنى ولدا اسمه صمويل أتقن الشعوذة. واغتنم الفلسطينيون فرصة انشقاق الإسرائيليين فزحفوا على اليهود ونكلوا بهم ، فلما مات الكاهن خلفه صمويل فلم ير إلا أن يدعي النبوة ربطا لقلوب اليهود به ، فصدقه هؤلاء لقوة شعوذته ودهائه ولكنهم طلبوا منه أن يقيم عليهم ملكا يدير شؤونهم ويجمع شملهم دفعا لخطر الفلسطينيين فأقام عليهم شاول الملك. وكان من أعمال هذا الملك إشهار الحرب على سبطي يوسف ولاوي لعدم اتباعهم لهم وعدم اعتبارهم هيكل سيلون وذبحهم معهم في مذبح سيلون. وقد كبس شاول السبطين في عيد المظال فقتل منهم كل من وجده وذبح إمامهم الأكبر شيشي بن عزي وخرب محل عبادتهم في جرزيم ونقض حجارة الهيكل. واحتل منطقتهم فتشتت قسم كبير من الذين سلموا من القتل منهم. وظل آل يوسف ولاوي اثنين وعشرين عاما لا يقدرون على أداء فريضة الحج ولا يجرأون على التظاهر بشعائرهم الدينية. وقد حاول كاهنهم الأكبر باير إقناع داود حينما ملك باحترام جرزيم وبناء الهيكل فيه فلم ينجح ، وأخذ يقيم الهيكل في يابيس «القدس الآن» وادعى هو وابنه سليمان من بعده أنه المحل المختار وأناطوا به جميع المقدسات المنوطة بجرزيم دون أن يكون لي أسفار التوراة الخمسة دليل على ذلك في زعم السامريين.
ولما غزا بختنصر فلسطين أجلى في من أجلاه آل يوسف إلى بابل وأسكن محلهم أمما غريبة فسبب ذلك انحباس الأمطار وعطب الزيتون ، فالتمس القاطنون من الملك أن يسأل آل يوسف عن سبب ذلك فأجابه هؤلاء أن لنا جبلا مقدسا نحج إليه ونتقرب إلى الله فيه بالقرابين لا نرى فيه حبسا ولا عطبا ، فعزم على إعادتهم إلى أرضهم ليقيموا شعائرهم. وقد وقع في هذا السياق بينهم وبين آل يهوذا خلاف على المحل المختار ولكن آل يوسف أقنعوا الملك بقوة نصوصهم فرجحهم وأعادهم وجعل لهم شيئا من السلطة فجاءوا وأقاموا هيكلهم وزحفوا على يابيس وهدموا هيكلها. فكان نجاحهم هذا عاملا جديدا في ازدياد النفرة بين الفريقين أولا وتحريف اليهود نسخ التوراة الموجودة في أيديهم ثانيا.