أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، [و](١) علي بن الحسن ، قالا : نا وأبو النجم ، أنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أخبرني الأزهري ، قال : أخبرني أحمد بن إبراهيم ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرفة ، قال : غلب عبد الله بن طاهر على الشام ، ووهب له المأمون ما وصل إليه من الأموال هنالك ، ففرّقه على القوّاد ، ثم وقف على باب مصر ، فقال : أخزى الله فرعون ، ما كان أخسّه ، وأدنى همّته ، ملك هذه القرية فقال : أنا ربكم الأعلى ، والله لأدخلنها.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمع أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول : سمعت فاطمة بنت إبراهيم بن عبد الله السّعدي يقول : سمعت فاطمة امرأة يحيى بن يحيى تقول :
قام يحيى ليلة لورده ، فلما فرغ منه قعد يقرأ في المصحف ـ فذكر قصة في دخول عبد الله بن طاهر الأمير عليه ـ قالت : فلمّا قرب منه وسلم قام إليه ، والمصحف في يده ، ثم رجع إلى قراءته حتى ختم السورة التي كان افتتحها ، ثم وضع المصحف واعتذر إلى الأمير وقال : لم أشتغل عنه تهاونا بحقه ، إنّما كنت افتتحت سورة فختمتها ، فقعد عبد الله ساعة يحدثه ، ثم قال له : ارفع حوائجك ، فقال : وهل يستغنى عن السلطان أيّده الله ، وقد وقعت لي حاجة في الوقت ، فإن قضاها رفعتها ، فقال : مقضيّة ، ما كانت؟ فقال أبو زكريا : قد كنت أسمع بمحاسن وجه الأمير ولم أعاينها إلّا ساعتي هذه (٣) ، وحاجتي أن لا يرتكب ما يحرق هذه المحاسن بالنار ، فأخذ الأمير عبد الله بن طاهر في البكاء حتى قام يبكي.
كتب إليّ أبو نصر القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا حامد أحمد بن محمّد المقرئ الواعظ يقول : سمعت غير واحد من مشايخنا يذكر :
أن رجلا ورد من هراة ، فرفع قصّة إلى عبد الله بن طاهر ، فلما قدم بين يديه قال : من خصمك؟ قال : الأمير أيّده الله ، قال : ما الذي تدّعي (٤) عليّ؟ قال : ضيعة لي بهراة
__________________
(١) سقطت الواو من الأصل وم ، وزيادتها لازمة ، والسند معروف ، وفي المطبوعة : «أبوا الحسن».
(٢) تاريخ بغداد ٩ / ٤٨٣.
(٣) بالأصل وم : «ساعة إذ» والمثبت عن مختصر ابن منظور ١٢ / ٢٧٣.
(٤) بالأصل وم : يدعى.