عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيّب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، يكنى أبا يحيى ، شهد الفتح بمصر ، واختطّ بمصر ، وكان صاحب ميمنة عمرو بن العاص في حروبه ، وكان فارس بني عامر بن لؤي المعدود فيهم ، وقد ولي جند مصر لعثمان بن عفّان ، وغزا منها أفريقية سنة سبع وعشرين ، والأساود من أرض النوبة سنة إحدى وثلاثين ، وهو هادنهم هذه الهدنة القائمة إلى اليوم ، وذات الصواري من أرض الروم في البحر سنة أربع وثلاثين ، ثم وفد على عثمان بن عفّان ، واستخلف على مصر السائب بن هشام بن عمرو العامري (١) ، فانتزى (٢) محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، فخلع السائب وتأمّر على مصر ، ورجع عبد الله بن سعد من وفادته فمنعه ابن أبي حذيفة من دخول الفسطاط ، ومضى إلى عسقلان ، فأقام بها ولم يبايع لعليّ ولا لمعاوية.
روى عنه أبو الحصين الهيثم بن شفيّ الرعيني ، توفي بعسقلان سنة ست وثلاثين ، وكان أخا عثمان من الرضاعة ، أمّه أرضعت عثمان.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو (٣) عبد الله بن مندة ، قال : عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن حبيّب بن الحارث بن حصن (٤) بن جذيمة (٥) بن مالك القرشي من بني معيص بن عامر ، ثم من بني عامر بن لؤي ، يكنى أبا يحيى ، وهو أخو عثمان من الرضاعة ، وكان قدم على النبي صلىاللهعليهوسلم ، ثم خرج إلى مكة ، وكان النبي صلىاللهعليهوسلم أهدر دمه يوم الفتح ، فاستأمن له عثمان من النبي صلىاللهعليهوسلم ، فأمّنه ، شهد فتح مصر ، ثم تحوّل إلى فلسطين ، ثم مات بعسقلان سنة ست وثلاثين ، قاله أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى.
وقيل : ولاه عثمان مصر ، وعلى يده افتتحت أفريقية توفي بالرملة سنة تسع وخمسين.
__________________
(١) عن الوافي بالوفيات وبالأصل وم : «الغاضري» وانظر ولاة مصر للكندي ص ٣٧.
(٢) بالأصل : فاعترى ، وفي م : «فأغزى» وفي الوافي : «فانتزى» وفي ولاة مصر للكندي ص ٣٨ «فانتزى» أيضا وهو ما ارتأيناه فأثبتناه.
(٣) عن م ، وسقطت اللفظة من الأصل.
(٤) في م : حصين.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «ابن خزيمة بن حصن».