رسول الله صلىاللهعليهوسلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقال : يا رسول الله بايع عبد الله ، قال : فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا ، كل ذلك يأبى ، فبايعه بعد ثلاث ، ثم أقبل على أصحابه ، فقال : «أما فيكم ـ وفي حديث زاهر : أما كان فيكم ـ رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله» فقالوا : ما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك ، هلّا أومأت إلينا بعينك ، قال : «إنه لا ينبغي لنبيّ خائنة أعين» ـ وقال زاهر : إنه لا ينبغي أن يكون لنبيّ خائنة الأعين [٥٩٤٤].
أخبرنا أبو الحسن (١) علي بن المسلّم ، نا عبد العزيز بن أحمد ـ لفظا ـ وأبو الفضل المسلّم بن أحمد الكعكي ـ قراءة ـ قالا : أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، نا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم ، نا أبي (٢) ، نا ابن عيّاش ، نا معان بن رفاعة السلامي ، عن أبي خلف الأعمى ، وكان نظير الحسن بن أبي الحسن ، عن عثمان بن عفان.
أنه أتى النبي صلىاللهعليهوسلم يوم فتح مكة آخذ (٣) بيد ابن أبي السّرح وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من وجد ابن أبي السّرح فليضرب عنقه وإن وجده معلقا بأستار الكعبة» ، فقال : يا رسول الله ليسع ابن أبي السّرح ما وسع الناس ، ومدّ إليه يده ، فصرف عنه وجهه ، ثم مدّ إليه يده ، فصرف عنه يده (٤) ، ثم مدّ إليه يده أيضا ، فبايعه وأمّنه ، فلما انطلق قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أما رأيتموني ما صنعت؟» قالوا : لا ، أفلا أومأت إلينا يا رسول الله؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليس في الإسلام إيماء ولا فتك ، إنّ الإيمان قيد الفتك ، والنبيّ لا يومئ» يعني بالفتك : الخيانة [٥٩٤٥].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهّاب بن أبي حيّة ، أنا محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر الواقدي (٥) ، قال : قالوا : وكان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلىاللهعليهوسلم الوحي ، فربّما أملى عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم (سَمِيعٌ عَلِيمٌ) فيكتب : عليم حكيم فيقرأه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فيقول : كذلك الله ويقره ، فافتتن ، وقال : ما يدري محمّد ما يقول إنّي لأكتب له ما شئت ، هذا
__________________
(١) عن م وبالأصل : الحسين خطأ. وانظر مشيخة ابن عساكر ص ١٥٢ / ب رقم ٨٩٦.
(٢) استدرك بعدها في المطبوعة ـ وقد سقط من الأصول ـ : نا سليمان.
(٣) في م : آخذا.
(٤) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : وجهه.
(٥) الخبر في مغازي الواقدي ٢ / ٨٥٥ ـ ٨٥٦.