والبصرة كانت قديماً قرى متصلة وارضاً عامرة (١) فانجبت مسلم بن عقيل بطل الحروب واول شهيد في ثورة كربلاء والمغامر في سبيل الدعوة لابن بنت الرسول وموقفه بالكوفة وهو وحيد وما ابداه من البسالة يكفيه فخراً ، ولا زالت المحافل تروي يومه المشهود بكل فخر وتنظم من الشعر في تعداد مكارمه ومآثره .
هاني بن عروة المذحجي المرادي الغطيفي :
كان صحابياً كأبيه عروة وكان معمراً ، وهو وأبوه من وجوه الشيعة ، وحضرا مع امير المؤمنين علي بن أبي طالب « ع » حروبه الثلاث وهو القائل يوم الجمل :
يا لك حرباً حثها جمالها |
|
يقودها لنقصها ضلالها |
|
هذا عليٌ حوله أقبالها |
|
قال ابن سعد في الطبقات أن عمره كان يوم قتل بضعاً وتسعين سنة ، وكان يتوكأ على عصاً بها زج وهي التي ضربه بها ابن زياد .
قال المسعودي في مروج الذهب : انه كان شيخ مراد وزعيمها يركب في أربعة آلاف دارع وثمانمائة آلاف راجل ، فإذا تلاها احلافها من كندة ركب في ثلاثين الف دارع ، وذكر المبرد في الكامل وغيره ان
__________
(١) ذكر البحاثة السيد عبد الرزاق المقرم في كتابه « الشهيد مسلم بن عقيل » قال : ام مسلم بن عقيل نبطية ، والنبط في جبل شمر وهو المعروف يحبل أجاء وسلمي ـ منزل لطي ، وأخيرا ـ اي في القرن الثالث عشر والرابع عشر كان منزلا لآل رشيد حتى تغلب عليهم عبد العزيز آل سعود ، وشمر في اواسط بلاد العرب ثم نزحوا الى العراق لما فيه من الخصب والرخاء فأقاموا في سواد العراق ، وما انكر احد في ان لغة النبط عربية كاسماء ملوكهم البالغين ثمانية عشر .
ادب الطف ( ١٠ )