لمحة عن حياة العباس عليه السلام :
العباس بن علي بن أبي طالب هو حامل راية الحسين يوم كربلاء وعنوان عسكره ، جاء في الزيارة عن الامام عليه السلام : اشهد أنك نعم الاخ المواسي لأخيه ، أعطاك الله من جنانه أفسحها منزلا وأفضلها غرفا ً ورفع ذكرك في عليين وحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً . وهو من فقهاء اهل البيت وكفاه شهادة أبيه له بقوله : ان ولدي العباس زُقّ العلم زقا .
ويقول الامام الصادق عليه السلام : كان عمنا العباس نافذ البصيرة صلب الايمان له منزلة عند الله يغبطه (١) بها جميع الشهداء وحتى قال الشيخ محمد طه نجف في رجاله عند ذكر العباس بن أمير المؤمنين : أنه أجلّ من أن يذكر في عداد سائر الرجال بل المناسب أن يذكر عند ذكر أهل البيت المعصومين .
أقول : وما كان جهاد العباس عن حميّة وعصبية أو مدفوعا ً بدافع الاخوة بل دفاعه عن الحق ولأن الحسين كان مثال الإيمان ورمز الحق ، علّمنا العباس ذلك في رجزه يوم عاشوراء مذ قال :
__________
(١) يغبطه اي يتمنى ان يكون مثله بلا نقصان من حظه والغبطة خصلة غير مذمومة وهي تمني مثل ما للغير ، كما ان المنافسة هي : تمني مثل ما للغير مع السعي في التحصيل ، وهي سبب قوي للنشاط والتقدم قال الله تعالى : وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ . انما المذموم الحسد ، وهو كراهة نعمة الغير وحب زوالها ، اما اذا تمنى مثل حاله دون ان يريد زوال نعمته فتلك الغبطة وفي الحديث : المؤمن يغبط والمنافق يحسد .
واصل الحسد هو نظر الحاسد الى المحسود بعين الإكبار والإعظام ، فيرى نفسه حقيراً في جنب ما اوتي ذلك المحسود . ومن اجمل ما قيل :
ان يحسدوك على علاك فانما |
|
متسافل الدرجات يحسد من علا |