أو ضيعاه من حق ، أو قصّر أبي عنه من واجب فقد وهبتهُ لهما ، وجدتُ به عليهما ورغبتُ اليك في وضع تبعته عنهما فاني لا اتهمهما على نفسي ، ولا استبطأهما في برِّي ، ولا اكره ما تولّياه من أمري يا ربِّ .
أقول ومن ابلغ الدروس في مراعاة حقوق الآخرين ومعاونتهم وتحقيق معنى الاخوة الإسلامية قوله عليه السلام في دعائه :
اللهم إني اعتذر اليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره ، ومن معروف أُسدي اليّ فلم اشكره ، ومن مسيء اعتذر الي فلم اعذره ، ومن ذي فاقةٍ سألني فلم أُوثره ، ومن حقّ ذي حقّ لزمني لمؤمن فلم أوفره ، ومن عيب مؤمن ظهر لي فلم أستره .
إن هذا الاعتذار من أبدع ما يُنبه النفس إلى ما ينبغي عمله من هذه الأخلاق الالهية العالية والمثالية التي لم يحلم بها أرقى عصره في المدنيّة .
حكى ابن شهراشوب المتوفي سنة ٥٨٨ في كتابه مناقب آل أبي طالب : ان بعض البلغاء بالبصرة ذُكرت عنده الصحيفة الكاملة فقال : خذوا عني حتى أُملي عليكم مثلها ، فاخذ القلم والقرطاس وأطرق رأسه فما رفعه حتى مات .
كتب عنه كثير من العلماء والمفكرين وشروحها تزيد على الخمسين شرحا وقد كتب الدكتور حسين محفوظ مقالاً عنها وقال : إنها تُرجمت إلى الإنكليزية والاوردية والفارسية وان شراحها عددهم ٥٨ شارحاً أقول ولعل اجود هذه الشروح واغزرها ما كتبه السيد عليخان المسمى بـ ( رياض السالكين ) كتاب ضخم ممتع قد طبع طباعة حجرية قديمة بالقطع الكبير .