ويكنى ابا الحسن . ويلقب بالاكبر لأنه الأكبر من أخيه علي الأصغر .
قال السيد هبة الدين الشهرستاني : وكما شابه النبي في الجسم فقد شابه جده علياً في الاسم كما شابهه في الشجاعة وفي تعصبه للحق حتى انه يوم قال الحسين أثناء مسيره : كأني بفارس قد عنّ لي على فرس يقول القوم يسيرون والمنايا تسرى اليهم ، فعلمت أنها أنفسنا نعيت الينا ، فقال له : يا ابتِ لا اراك الله سوءً السنا على الحق ، قال : بلى والذي اليه مرجع العباد : قال يا أبتِ اذن لا نبالي بالموت ، فقال له : جزاك الله من ولد خير ما جزى ولداً عن والده .
قال أبو الفرج وغيره : وكان اول من قتل بالطف من بني هاشم بعد أنصار الحسين علي بن الحسين عليه السلام ، فانه لما نظر الى وحدة أبيه تقدم اليه ، وهو على فرس له يدعى ذا الجناح ـ فاستأذنه في البراز ـ وكان من أصبح الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً ، فأرخى عينيه بالدموع وأطرق ، ثم قال : ـ وقد رفع شيبته الى السماء ـ اللهم اشهد على هؤلاء فانه قد برز اليهم غلام أَشبه الناس خَلقاً وخُلقاً ومنطقاً برسولك وكنا اذا اشتقنا الى نبيك نظرنا اليه ؛ ثم صاح : يا بن سعد قطع الله رحمك كما قطعت رحمي ولم تحفظني في رسول الله ، فلما فهم علي الإذن من أبيه شد على القوم وهو يقول :
أنا علي بن الحسين بن علي |
|
نحن و بيت الله أولى بالنبي |
|
والله لا يحكم فينا ابن الدعي |
|
فقاتل قتالاً شديداً
، ثم عاد الى أبيه وهو يقول : يا أبتِ العطش قد قتلني وثقل الحديد قد اجهدني . فبكى الحسين عليه السلام وقال : واغوثاه أنّى لي بالماء فقاتل يا بني قليلاً واصبر فما اسرع الملتقى بجدك