واما الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، صاحب الأبيات ، قتل يوم الحرة مع عسكر أهل المدينة في ذي الحجة سنة ٦٣ ، قال الطبري في تاريخه ان الفضل جاء الى عبد الله بن حنظلة الغسيل فقاتل في نحو من عشرين فارساً قتالاً شديداً حسناً ، ثم قال لعبد الله مُر مَن معك فارسا فليأتني فليقف معي فاذا حملت فليحملوا فوالله لا انتهي حتى ابلغ مسلماً فاما ان اقتله وإما ان أقتل دونه ، فقال عبد الله بن حنظله لرجل ناد في الخيل فلتقف مع الفضل ابن العباس فنادى فيهم فجمعهم إلى الفضل فلما اجتمعت الخيل اليه حمل على أهل الشام فانكشفوا ، فقال لأصحابه الا ترونهم كشفا لئاما احملوا اخرى جعلت فداكم فوالله لئن عاينت اميرهم لاقتلنه أو لاقتلن دونه إن صبر ساعة معقب سروراً إنه ليس بعد الصبر إلا النصر ، ثم حمل وحمل أصحابه معه فانفرجت خيل أهل الشام عن مسلم بن عقبة ، وبقي في نحو من خمسمائة راجل جثاة على الركب مشرعي الأسنة نحو القوم ومضى كما هو نحو رايته حتى يضرب رأس صاحب الراية وإن عليه لمغفراً فقط المغفر وفلق هامته فخر ميتاً ، فقال خذها وانا ابن عبد المطلب فظن انه قتل مسلما ، فقال قتلت طاغية القوم ورب الكعبة ، فما قتل مسلم وانما كان ذلك غلاماً له يقال له رومي وكان شجاعاً فأخذ مسلم رايته وانبّ اهل الشام وحرضهم وتهددهم وشدت تلك الرجالة امام الراية فصرع الفضل بن عباس فقتل وما بينه وبين اطناب مسلم بن عقبة إلا نحو من عشرة اذرع وفي رواية ان مسرف ابن عقبة كان مريضاً يوم القتال وانه أمر بسرير وكرسي فوضع بين الصفين وقال يا أهل الشام قاتلوا عن أميركم أو دعوا ، ثم زحفوا نحوهم فحمل الفضل بن العباس بن ربيعة هو واصحابه حتى انتهى إلى السرير فوثبوا اليه فطعنوه حتى سقط .