قال فبلغت ابياته رضي بن منقذ فقال مجيباً له يرد عليه .
فلو شاء ربي ما شهدت قتالهم |
|
ولا جعل النعماء عندي ابن جابر |
لقد كان ذاك اليوم عاراً وسُبّة |
|
يعيّره الابناء بعد المعاشر |
فيا ليت اني كنت من قبل قتله |
|
ويوم حسين كنت في رمس قابر |
فيا سوءتا ماذا أقول لخالقي |
|
وما حجتي يوم الحساب القماطر |
قال الطبري حمل اصحاب الحسين عليه السلام ، وفيهم برير بن خضير الهمداني (١) فحمل عليه رضي بن منقذ العبدي فاعتنق بريراً فاعتركا ساعة ثم ان بريراً صرعه وقعد على صدره ، فجعل رضي يصيح بأصحابه : اين اهل المصاع (٢) والدفاع فذهب كعب بن جابر الازدي ليحمل عليه فقلت له ان هذا برير بن خضير القارىء الذي كان يقرئنا القرآن في المسجد فلم يلتفت لعذلي وحمل عليه بالرمح حتى وضعه في ظهره ، فلما وجد برير مسّ الرمح ، برك على رضي يعض انفه حتى قطعه وانفذ الطعنة كعب حتى القاه عنه وقد غيب السنان في ظهره ثم اقبل يضربه بسيفه حتى برد ، فكأني انظر إلى رضي قام ينفض التراب عنه ويده على انفه وهو يقول : انعمت عليّ يا اخا الأزد نعمةً لا انساها ابداً .
__________
(١) برير بن خضير من شيوخ القراء ومن اصحاب امير المؤمنين عليه السلام وموقفه يوم الطف من اجل المواقف تنبىء خطبه عن شدة ايمانه وبصيرته في دينه . وقد احتج يوم عاشوراء على اهل الكوفة بخطبة يذكرها التاريخ . قال اهل السير كان برير شريفاً ناسكاً شجاعا قارئا للقرآن ، وكان من أهل الكوفة من الهمدانيين ، قتل مع الحسين عليه السلام بكربلاء سنة ٦١ هـ .
(٢) أي أهل القتال والجلاد .