ما رأيت أحداً أملأ للعين ولا أهيب في القلب منه ولا والله ما رققت على أحد قط رقتي على الحسين حين رأيته يمشي وأطفاله حواليه .
وروى مسنداً عنه أنه سأل الحسين عن خضابه فقال « ع » : اما أنه ليس كما ترون انما هو حنا وكتم ، وفي خزانة الأدب للبغدادي في ج ١ ص ٢٩٨ أنه سأل الحسين : أسواد أم خضاب ، قال يابن الحر عجل علي الشيب ، فعرفت أنه خضاب .
وجاء في رجال السيد بحر العلوم . عبيد الله بن الحر بن المجمع بن الخزيم الجعفي من أشراف الكوفة عربي صميم وليس من اخوة أديم ، موالي جعفي . ذكر النجاشي في اول كتابه : عبيد الله بن الحر الفارس الفاتك الشاعر ، وعده من سلفنا الصالحين المتقدمين في التصنيف وقال : له نسخة يرويها عن امير المؤمنين عليه السلام . قال السيد بحر العلوم : والعجب منه ـ رحمه الله ـ كيف عدّ هذا من سلفنا الصالح وهو الذي خذل الحسين وقد مشى اليه يستنصره فأبى أن ينصره وعرض عليه فرسه لينجو عليها ـ فأعرض عنه الحسين وقال : لا حاجة لنا فيك ولا في فرسك وما كنت متخذ المضلين عضدا .
ثم أنه قام مع المختار في طلب الثأر ورجع مغاضباً لابراهيم بن الاشتر حيث استقل العطاء ، وأغار على سواد الكوفة فنهب القرى وقتل العمال واخذ الاموال ومضى الى مصعب بن الزبير .
وقصته معروفة .
وقال : كان قائداً من
الشجعان الأبطال ، وكان من أصحاب عثمان ابن عفان ، فلما قتل عثمان انحاز الى معاوية فشهد معه صفين وأقام عنده إلى أن قتل علي عليه السلام فرحل الى الكوفة ، فلما كانت فاجِعة الحسين تغيب ولم يشهد الوقعة فسأل عنه ابن زياد ـ كما مر ـ