أظن بلا شك بأنك كاتب |
|
بصير (١) بأبواب الرشاء خبير |
ثم أشار نحو الأمير فقال :
وهذا الأمير المرتجى سبب كفه |
|
فما ان إليه فيما علمت نظير |
عليه رداء من وقار وهيبة |
|
ووجه بإدراك النجاح يسير |
كريم له في المكرمات سوابق |
|
على كل من يزهو بهم ويطير |
ألا إنما عبد الإله ابن طاهر |
|
لنا والد في دهرنا (٢) وأمير |
قال أبو القاسم (٣) :
فضحك الأمير وأمر له بعشرة آلاف دهرم ، وأمره بلزومه ، وصحبته. فقال فيه أشعارا كثيرة.
قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد بن سيبخت البغدادي ، نا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي ، نا حسين بن فهم حدثني أبي قال : قال أبو السمراء :
كنت عند أبي العباس عبد الله بن طاهر ، وليس غيري ، وأنا بالقرب منه بين يديه ، ودخل أبو إسحاق إبراهيم (٤) فاستدناه لمناجاته ، واعتمد على سيفه وأصغى لمناجاته وحوّلت وجهي ، وأنا ثابت مكاني ، وطالت النجوى بينهما ، واعترتني حيرة (٥) فيما بين العقود على ما أنا عليه والقيام ، وانقطعا عما كانا فيه ورجع إسحاق إلى مرفقه ، ونظر أبو العباس فقال : يا أبا السمراء ، قلت : لبيك ، فأنشأ يقول :
إذا النجيان رسّا عنك سرهما |
|
فانزح بسمعك تجهل ما يقولان |
ولا تحملهما ثقلا لخوفهما |
|
على تناجيهما بالمجلس الداني |
قال أبو السمراء :
__________________
(١) الأصل وم و «ز» : كاتبا بصيرا.
(٢) الطبري وابن الأثير : لنا والد برّ بنا وأمير.
(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : أبو السمراء.
(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : «أبو الحسن إسحاق بن إبراهيم» وهو أظهر ، وقد مرّ في الخبر السابق ، وهو إسحاق بن إبراهيم الرافقي. وسيرد صوابا أثناء الخبر.
(٥) الأصل وم و «ز» : غيرة ، والمثبت عن المختصر.