أحييهم ، ولا بد أن سوف يميتني قال : أنت عيسى الذي بلغ من عظمتك أنك تمشي على الماء؟ قال : بل العظمة للذي بإذنه مشيت ، وإذا شاء أغرقني ، قال : أنت عيسى بن مريم الذي يبلغ من عظمتك أنك تعلو السموات فتدبّر فيها الأمر ، ما أعرف لله ندا غيرك ولا مثلا إلّا أنت ، فارتعد عيسى من الفرق ، فخرّ مغشيا عليه ، ودعا على إبليس دعوة فخرج يتدأدأ (١) ما يملك من نفسه شيئا حتى بلغ الخافق الأقصى ، فنهض بالقوة التي جعلت فيه ، فسدّ على عيسى العقبة من قبل أن يزول عيسى من مكانه فقال له : ألم أقل لك : إنك إله عظيم وليس لله شبه غيرك ، ولكنك لا تعرف نفسك ، فهلمّ فآمر الشياطين بالعبادة لك ، فإنهم لم يعترفوا ببشر (٢) كان قبلك ، فإذا رأى بنو آدم أنهم قد عبدوك عبدوك بعبادتهم ، فتكون أنت الإله في الأرض والإله الذي تصفه إلها في السماء ، فخرّ عيسى مغشيا عليه ، فبعث الله إليه ثلاثة أملاك : جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، فنفخه ميكائيل نفخة فخرج يتدأدأ ما يملك من نفسه شيئا حتى بلغ الخافق الأقصى حصيدا محترقا (٣) ، ثم مثل له إسرافيل فنفحه نفحة بجناحه فخرج يتدأدأ ما يملك من نفسه شيئا حتى مرّ بعيسى على العقبة وهو يقول : يا ويله ، لقد لقيت منك يا ابن العذراء تعبا ، ثم مثل له جبريل فنفخه نفحة فخرج يتدأدأ ما يملك من نفسه شيئا حتى وقع في العين الحامية ، فتخلّص منها بعد ثلاثة أيام حتى رجع إلى مجلسه (٤)(٥).
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنبأنا إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى ، حدّثنا أبو خيثمة ، حدّثنا وكيع ، وعبد الرّحمن عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم قال : المسيح الصدّيق يعني عيسى بن مريم ، هذا المسيح الدجال يقولون المسيح.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو طالب بن غيلان ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، حدّثنا إسحاق بن الحسين الحربي ، حدّثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود ، حدّثنا سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم قال : المسيح الصّدّيق.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني علّان بن إبراهيم الكرخي ، حدّثنا الحسين بن إسحاق العجلي ، أنبأنا أحمد بن
__________________
(١) تدأدأ : تدحرج ، وتدأدأ في مشيه : تمايل ، ودأدأ دأدأة عدا أشد العدو (القاموس المحيط).
(٢) كذا بالأصل ، وفي المختصر : لبشر.
(٣) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن المختصر.
(٤) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن المختصر.
(٥) راجع قصص الأنبياء لابن كثير ص ٤٠٧ وما بعدها.