أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية ، أنبأنا أبو الفضل الرازي ، أنبأنا جعفر بن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن هارون ، أنبأنا أحمد بن عبد الرّحمن ، أنبأنا عيسى ، عن ابن لهيعة (١) ، عن عبد الله بن هبيرة قال :
كان عبد الله بن عمرو (٢) بن العاص يقول : كان عيسى بن مريم وهو غلام يلعب مع الصبيان ، فكان يقول لأحدهم : تريد أن أخبرك ما خبأت لك أمك؟ فيقول : نعم ، فيقول : خبأت لك كذا وكذا ، فيذهب الغلام منهم إلى أمّه فيقول لها : أطعميني ما خبأت لي ، فقالت : وأي شيء خبّأت لك؟ فيقول : كذا وكذا ، فتقول له : من أخبرك؟ فيقول عيسى بن مريم ، فقالوا : والله لئن تركتم هؤلاء الصبيان مع ابن مريم ليفسدنّهم ، فجمعوهم في بيت وأغلقوا عليهم ، فخرج عيسى يلتمسهم فلم يجدهم حتى سمع ضوضاءهم في بيت ، فسأل عنهم فقال : ما هؤلاء؟ كأنّ هؤلاء الصبيان ، قالوا : لا ، إنّما هم قردة وخنازير ، قال : اللهم اجعلهم قردة وخنازير ، فكانوا كذلك.
أخبرنا أبو الحسن السّلمي ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا محمّد بن عمر النّصيبي ، حدّثنا أبو بكر بن خلّاد ، حدّثنا أبو علي الحسين بن علي بن مصعب النّخعي ، حدّثنا عبد الوهّاب بن الضّحّاك ، حدّثنا ابن عيّاش ، عن إسماعيل بن يحيى التيمي ، عن ابن أبي مليكة عمن حدّثه عن عبد الله بن مسعود ، ومسعر بن كدام ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«إن عيسى صلىاللهعليهوسلم أسلمته أمّه إلى الكتّاب ليعلمه ، فقال له المعلّم : اكتب بسم الله ، فقال له عيسى : وما بسم؟ قال المعلّم : لا أدري ، قال عيسى : الباء بهاء الله ، والسين سناؤه ، والميم ملكه ، والله لا إله إلّا هو ، الرّحمن ، رحمن الدنيا والآخرة ، والرحيم : رحيم الآخرة. أبجد الألف آلاء الله ، وباء بهاء الله ، وجيم جلال الله ، والدال (٣) الله الدائم وحوّز (٤) : الهاء الهاوية ، الواو : ويل لأهل النار ، وادي (٥) في جهنم ، وزاي زي أهل الدنيا أهل الكفر
__________________
(١) الخبر رواه ابن كثير في البداية والنهاية بتحقيقنا ٢ / ٩١ وقصص الأنبياء ٢ / ٤٠٠ من هذا الطريق ، وقال في آخره : رواه ابن عساكر.
(٢) كذا بالأصل ، وفي المصدرين السابقين : عبد الله بن عمر.
(٣) بالأصل : «ودال الله الميم» ولعل الصواب ما أثبت.
(٤) الأصل : هواز.
(٥) كذا بالأصل : وادي.