قالت ميمونة بنت الحارث زوج النبيّ صلىاللهعليهوسلم : يا رسول الله ، أفتنا في بيت المقدس؟ قال : أرض المحشر والمنشر ، إيتوه فصلّوا فيه ، فإنّ صلاة فيه كألف صلاة فيما سواه ، قالت : يا رسول الله ، أرأيت من لم يطق محملا إليه ، قال : فليهد له زيتا يسرج فيه ، فمن أهدى إليه شيئا كان كمن صلّى فيه.
كذا روى هذا الحديث عمرو بن الحصين ، عن يحيى بن العلاء. وكلاهما لا يحتج بحديثه. والمعروف حديث ميمونة (١) بنت سعد مولاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وليست بابنة الحارث.
__________________
(١) وهو ما رواه أبو داود وابن ماجه وفيه ١ / ٤٥١ :
عن زياد بن أبي سودة ، عن أخيه عثمان بن أبي سودة ، عن ميمونة مولاة النبي صلىاللهعليهوسلم قالت :
قلت : يا رسول الله ، أفتنا في بيت المقدس؟ قال : أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه ، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره ، قلت : أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال : فتهدي له زيتا يسرج فيه ، فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه.
قال ابن حجر في الإصابة ٤ / ٣٩٩ : ميمونة بنت سعد ويقال : سعيد ، كانت تخدم النبي صلىاللهعليهوسلم وروت عنه ، وروى عنها زياد وعثمان ابنا أبي سودة ... روى لها أصحاب السنن الأربعة مما أخرج لها بعضهم ما رواه معاوية بن صالح ، عن زياد بن أبي سودة ، عن ميمونة وليست زوجة النبي صلىاللهعليهوسلم أنها قالت يا رسول الله :
أفتنا عن بيت المقدس؟ قال : أرض المحشر والمنشر ، ائتوه فصلوا فيه .. الحديث.
قال أبو عمر : ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلىاللهعليهوسلم ، روى عنها أبو يزيد الضبي ... ثم قال : ميمونة أخرى حديثها عنه أهل الشام في فضل بيت المقدس ... روى عنها زياد بن أبي سودة والقاسم بن عبد الرحمن. قلت : قد صرح زياد بن أبي سودة بأن التي روى عنها ميمونة بنت سعد ، فالظاهر أنهما واحدة. وسبق ابن عبد البر إلى التفرقة بينهما أبو علي بن السكن ... قلت. بنت سعد روي عنها حديث واحد في فضل بيت المقدس ، فيه نظر ، ثم ساقه من طريق عيسى بن يونس ، عن ثور بن يزيد ، عن زياد بن أبي سودة ، عن أخيه عثمان بن أبي سودة ، عن ميمونة مولاة النبي صلىاللهعليهوسلم ، ثم قال : رواه سعيد بن عبد العزيز ، عن ثور ، عن زياد ، عن ميمونة ، ليس بينهما عثمان بن سعد. قلت : وقد أخرجه ابن منده من الوجهين وترجم لهما كما ترجم ابن السكن ميمونة مولاة النبي صلىاللهعليهوسلم ... فاتفق ابن السكن وابن منده وأبو