الفترة يجد عددا كبيرا من الكتب التي ألفت في القرن الذي تلا فتح بيت المقدس تعنى بفضائل هذه المدينة ، وما ورد فيها من الأحاديث والآثار.
ومن مشاهير هؤلآء المقادسة الذين عاشوا ونشؤوا في الصالحية ، وسعوا إلى تلك الغاية : الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي ، المتوفى سنة ٦٤٣ ه ، صاحب المؤلفات الشهيرة ، والذي أنشأ دارا للحديث النبوي ، وتسمّى أيضا دار السنّة ، أوقفها وعمل فيها بنفسه ، وضمّ إليها مكتبة تحوي نفائس الكتب والأصول ، جمعها من كتبه ، وكتب أهله ، وشيوخه وما حصل عليه في رحلاته المتعددة.
ومن أشهر مؤلفاته كتابه في الحديث النبوي «الأحاديث المختارة» وهذا الكتاب فضّله الكثير من العلماء على المستدرك للإمام الحاكم.
أما كتابه «فضائل بيت المقدس» وهو الجزء الثاني من كتابه فضائل الشام ، والذي قمت بتحقيقه ونشره ، فقد جمع فيه الحافظ الضياء فضائل هذه المدينة المقدسة وما ورد فيها من الآيات الكريمة ، والأحاديث الشريفة ، والأخبار المروية بأسانيد متصلة ، تبين بمجموعها المكانة العظيمة والشريفة التي خصّ الله بها هذه المدينة ، فمنها تولّي الملائكة لها ، وفضل الصلاة فيها ، وفضل زيارتها ، وفضل صخرتها ، وأن الدّجال لا يدخلها ، وإسراء النبي صلىاللهعليهوسلم إليها ، وفضل الإحرام للحج أو العمرة منها ، وذكر من سكنها من الصحابة ، وفضل مؤذنيها ، وغير ذلك.
وأسأل الله أن أكون قد وفقت في العمل على إخراجه على نحو يرضي الله وينفع الناس ، كما أسأله الرضى والقبول ، والحمد لله رب العالمين.
دمشق : البست ١٢ ربيع الأول ١٤٠٤ ه ١٧ كانون الأول ١٩٨٣ م |
محمد مطيع الحافظ |