أنا أشهد أنك كاذب ، نحن نضرب (١) أكباد الإبل إلى بيت المقدس مصعدا شهرا ومنحدرا شهرا تزعم أنّك أتيته في ليلة ، واللات والعزى لا أصدقك ، وما كان هذا الذي تقول قطّ ، وكان للمطعم بن عدي حوض على زمزم أعطاه إياه عبد المطلب فهدمه فأقسم باللات والعزى لا يسقى منه قطرة أبدا فقال أبو بكر رضياللهعنه : يا مطعم بئسما قلت لابن أخيك جبهته وكذّبته ، أنا أشهد أنه صادق فقال : يا محمد ، صف لنا بيت المقدس؟ قال : دخلته ليلا وخرجت منه ليلا ، فأتاه جبريل صلىاللهعليهوسلم فصوّره في جناحه ، فجعل يقول : باب منه كذا في موضع كذا ، وباب منه كذا في موضع كذا ، وأبو بكر رضياللهعنه عنده يقول : صدقت صدقت : قالت نبعة فسمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول يومئذ : يا أبا بكر ، إنّ الله عزوجل قد سمّاك الصدّيق. قالوا : يا مطعم دعنا نسأله عما هو أعنى لنا من بيت المقدس ، يا محمد ، أخبرنا عن عيرنا؟ فقال : أتيت على عير بني فلان بالرّوحاء قد أضلوا ناقة لهم وانطلقوا في طلبها فانتهيت إلى رحالهم ليس بها منهم أحد ، وإذا قدح ماء فشربت منه فسلوهم عن ذلك. فقالوا : هذا والإله آية ، ثم انتهيت إلى عير بني فلان ، فنفرت مني الإبل وبرك منها جمل أحمر عليه جوالق مخطط ببياض ، لا أدري أكسر البعير أم لا؟ فسلوهم عن ذلك. قالوا : هذا والإله آية. ثم انتهيت إلى عير بني فلان في التنعيم يقدمها جمل أورق هاهي ذي تطلع عليكم من الثنية فقال الوليد (٢) بن المغيرة : ساحر. فانطلقوا فنظروا فوجدوا كما قال فرموه بالسّحر وقالوا : صدق الوليد بن المغيرة فيما قال. وأنزل الله عزوجل : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ) قلت : يا أمّ هانئ ، ما الشجرة الملعونة في القرآن؟ قالت : الذين خوفوا فلم
__________________
(١) اللوحة ٤٩ آ
(٢) اللوحة ٤٩ ب