يسمّى هذا الحمّام المعدني في البلد : حمّام فرعون. أمّا العين المجاورة / ٤١ / فهي عين مشهورة ، لها مكانة عالية (١) ، تعرف باسم : عين موسى. ونلاحظ هنا أيضا الذكريات التوراتية. وينتصب وراء جبل حمّام جبل آخر اسمه جبل الناقوس ؛ وهي تسمية غريبة في بلد لا يعرف النواقيس ، وهي ممنوعة فيه. وتزعم الحكاية الخرافية : أنه كان في القديم دير مسيحي في هذه البقعة ، وأن الأرض ابتلعته في أعماقها ، وأننا منذ ذلك الوقت نسمع أصوات النواقيس كل يوم عند العصر ؛ أي في الساعة الثالثة بعد الظهر. وإن كان صحيحا وجود مثل هذه الأصوات المعجزة التي لم أستطع التحقق من وجودها ؛ فإن سبب حدوث ذلك قد يكون سيلا في داخل الأرض ، أو بركانا يتفجر تحت الأرض : وإن وجود العينين المتفجرتين اللتين تحدثنا عنهما قبل قليل ، إحداهما قرب الأخرى ، مع أن طبيعة كل منهما ، ودرجة حرارته مختلفة عن الأخرى اختلافا كليا ، يدل بما لا يترك مجالا للشك على الوجود المتزامن ، والفعل المتقطع أو المستمر ، للماء والنار في أعماق الأرض الغامضة (٢). ولما عدنا من هذه الرحلة ، وجدنا ريّس مركبنا ؛ والريس اسم يطلقه العرب على قباطنة المراكب ، جالسا مع بعض بحارته على باب منزل متداع يقع خارج المدينة ، يحميه من الشمس إفريز من سعف النخل ، تحمله متداع يقع خارج المدينة ، يحميه من الشمس إفريز من سعف النخل ، تحمله قضبان من الحديد طويلة مغروزة في الرمل : وتلك هي صورة المقهى في الطور ، ونحتسي فيه مقابل عدد قليل من البارات القهوة قبل كل شيء ، ثم
__________________
(١) قارن بما يذكره بيرتون في رحلته ، موثق سابقا ، ج ١ ، ص ١٦٦ ـ ١٦٥ ؛ إذ سمى العين الحارة شتاء والباردة صيفا ولها طعم مالح ومر : عيون موسى ، وسمى العين العذبة الغزيرة : بير موسى.
(٢) انظر : تاريخ سيناء ... ، موثق سابقا ، ص ٣٥ ؛ وفيه تعليل لصوت النواقيس : «... وقد كثرت الأقوال في تعليل ذلك ؛ وأشهرها أن الرمال بانهيالها تمر على صخور مجوّفة في باطن القليب فتحدث ذلك الصوت». وهذه الظاهرة معروفة في كثير من الصحاري في الجزيرة العربية ، وقد تكلم عليها عبد الله فيلبي في كتابه : الربع الخالي بشيء من التفصيل.