وأقول :
من أعجب العجب وأوضح المحال نفي صدورها عن الله سبحانه وإثباتها للعبد.
والحال : إنّ الخالق الفاعل لها بزعمهم هو الله تعالى ، والعبد محلّ صرف لا أثر له ولا تصرّف بوجه أصلا.
وما أدري كيف يكون كسبها من العبد؟! والكسب بأيّ معنى فسّر إنّما هو من فعل الله تعالى.
وكيف يكون قبحها من مباشرة العبد ، والمباشرة أثر لله تعالى؟! إذ لا مؤثّر في الوجود سواه ، وكلّ أثره حسن.
فهل يعقل أن يكون الشيء بجهة حسنه قبيحا ، إذ أيّ جهة تفرض للقبح إنّما هي من فعل الله ، وفعله ـ بما هو فعله ـ حسن.
لكن بنى القوم أمرهم على المكابرة وناطوا الحقائق بالتمويه.
وأمّا قوله : « ولا واجب عليه » فستعرف ما فيه إن شاء الله تعالى.
* * *