قال المصنّف ـ أعلى الله درجته ـ (١) :
وقالت الإمامية والمعتزلة : لا يجوز أن يعاقب الله الناس على فعله ، ولا يلومهم على صنعه (٢) ، ( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ) (٣).
وقالت الأشاعرة : لا يعاقب الله الناس إلّا على ما لم يفعلوه ، ولا يلومهم إلّا على ما لم يصنعوه ، وإنّما يعاقبهم على فعله فيهم ، يفعل فيهم سبّه وشتمه ، ثمّ يلومهم عليه ويعاقبهم لأجله ..
ويخلق فيهم الإعراض ، ثمّ يقول : ( فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ... ) (٤) ..
ويمنعهم من الفعل ويقول : ( ما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا ... ) (٥) (٦).
* * *
__________________
(١) نهج الحقّ : ٧٣.
(٢) أوائل المقالات : ٦١ رقم ٣١ ، تصحيح الاعتقاد : ٤٨ ـ ٥٣ ، الذخيرة في علم الكلام : ٢٣٩ ـ ٢٤٢ ، المنقذ من التقليد ١ / ٣٤٨ ـ ٣٥٢ ، الملل والنحل ١ / ٣٩ ، شرح المقاصد ٤ / ٢٧٤.
(٣) سورة الإسراء ١٧ : ١٥ ، سورة فاطر ٣٥ : ١٨.
(٤) سورة المدّثّر ٧٤ : ٤٩.
(٥) سورة الإسراء ١٧ : ٩٤.
(٦) انظر أقوال الأشاعرة هذه في : اللمع في الردّ على أهل الزيغ والبدع : ١١٤ ـ ١١٦ ، تمهيد الأوائل : ٣٧٦ ـ ٣٧٨.