ومن هذا الجنس قوله تعالى : (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ). فإنه إنما قدم الماشي على بطنه لأنه أدل على القدرة من الماشي على رجلين ، إذ هو ماش بغير الآلة المخلوقة للمشي ، ثم ذكر الماشي على رجلين وقدمه على الماشي على أربع ، لأنه دل على القدرة أيضا حيث كثرت آلات المشي في الأربع. وهذا من باب تقديم الأعجب فالأعجب (١).
__________________
(١) انظر المثل السائر لابن الأثير (ص ١٨٠ ـ ١٨٦).