الإنشاء
مقدمة
في البحث السابق عرضنا للخبر فاستوفينا القول عنه من حيث مفهومه ، وأضربه ، وأغراضه الأصلية ، ومؤكداته ، وأغراضه الأخرى التي يحتملها لفظه. والآن ننتقل إلى قسيم الخبر ، أو إلى القسم الثاني من الكلام ، وهو «الإنشاء» فنفصل القول فيه.
وإذا كان الإنشاء قسيم الخبر ، وكان الخبر هو ما يحتمل الصدق والكذب ، فإن الإنشاء إذن هو الكلام الذي لا يحتمل الصدق والكذب لذاته ، وذلك لأنه ليس لمدلول لفظه قبل النطق به وجود خارجي يطابقه أو لا يطابقه.
فالمعري مثلا عند ما يقول :
لا تظلموا الموتى وإن طال المدى |
|
إني أخاف عليكم أن تلتقوا |
قد استعمل أحد أساليب الإنشاء وهو أسلوب النهي في قوله : «لا تظلموا الموتى». ونحن لا يمكننا هنا أن نقول إن المعري صادق أو كاذب في