وعلماء المعاني يقسمون الجملة إلى جملة رئيسية ، وجملة غير رئيسية ، والأولى هي المستقلة التي لا تكون قيدا في غيرها ، والثانية ما كانت قيدا في غيرها ، وليست مستقلة بنفسها.
أغراض الخبر :
الأصل في الخبر أن يلقى لأحد غرضين :
١ ـ إفادة المخاطب الحكم الذي تضمنته الجملة أو العبارة ، ويسمى ذلك الحكم فائدة الخبر.
٢ ـ إفادة المخاطب أن المتكلم عالم بالحكم ، ويسمى ذلك لازم الفائدة.
* * *
فالغرض الأول هنا وهو «فائدة الخبر» يقوم في الأصل على أساس أن من يلقى إليه الخبر ، أو من يوجّه إليه الكلام يجهل حكمه أي مضمونه ، ويراد إعلامه أو تعريفه به.
وهذا الغرض الذي يسميه البلاغيون «فائدة الخبر» يتمثل في جميع الأخبار التي يبغي المتكلم من ورائها تعريف من يخاطبه بشيء أو أشياء يجهلها. كذلك يتمثل في الأخبار المتعلقة بالحقائق التي تشتمل عليها الكتب في العلوم والفنون المختلفة ، أو الحقائق العلمية التي تلقى على المتعلمين.
من ذلك مثلا هذا الخبر التاريخي عن معاوية بن أبي سفيان : «أسلم معاوية مع أبيه عام الفتح ، واستكتبه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واستعمله عمر على الشام أربع سنين من خلافته ، وأقرّه عثمان مدة خلافته نحو اثنتي عشرة سنة ، وتغلّب على الشام محاربا لعليّ أربع سنين ، فكان أميرا وملكا على الشام نحو أربعين سنة. وكان حليما حازما ، داهية عالما بسياسة الملك ، وكان حلمه قاهرا لغضبه ، وجوده غالبا على منعه ، يصل ولا يقطع» (١).
فمثل هذا الخبر قد قصد به إفادة من يلقى إليه بمضمونه ، أي بما
__________________
(١) كتاب المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء ج ٢ ص ١٠٣.