عن أصل وضعها وهو الثبوت ، وأفادت الدوام والاستمرار ؛ أي إن الأبرار في نعيم دائم مستمر ، والفجار كذلك في جحيم دائم مستمر.
والجملة الاسمية لا تفيد الثبوت بأصل وضعها ولا الدوام والاستمرار بالقرائن إلا إذا كان خبرها مفردا أو جملة إسمية ، أما إذا كان خبرها جملة فعلية فإنها تفيد التجدد. فإذا قلت : «الدولة تكرّم العاملين من أبنائها» ، كان معنى هذا أن تكريم الدولة للعاملين من أبنائها أمر متجدد غير منقطع.
أما الجملة الفعلية فموضوعة أصلا لإفادة الحدوث في زمن معين ، فإذا قلت : «عاد الغريب إلى وطنه» أو «يعود الغريب إلى وطنه» أو «سيعود الغريب إلى وطنه» لم يستفد السامع من الجملة الأولى إلا حدوث عودة الغريب إلى وطنه في الزمن الماضي ، ولم يستفد من الجملة الثانية إلا احتمال حدوث عودة الغريب إلى وطنه في الزمن الحاضر أو المستقبل ، كما لم يستفد من الجملة الثالثة إلا حدوث عودة الغريب إلى وطنه في الزمن المستقبل.
وقد تفيد الجملة الفعلية الاستمرار التجددي بالقرائن ، كما في قول المتنبي مادحا سيف الدولة :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم |
|
وتأتي على قدر الكرام المكارم |
وتعظم في عين الصغير صغارها |
|
وتصغر في عين العظيم العظائم |
فالمدح هنا قرينة دالة على أن إتيان العزائم على قدر أهل العزم ، وإتيان المكارم على قدر الكرام ، وعظم صغار المكارم في عين الصغير ، وصغر العظائم في عين العظيم ، إنما هو أمر مستمر متجدد على الدوام.
وقد ذكرنا آنفا أن جملة الخبر لها ركنان : المسند إليه ، والمسند ، وأن ما زاد على ذلك في الجملة غير المضاف إليه وصلة الموصول فهو قيد. وقيود الجملة هي : أدوات الشرط ، وأدوات النفي ، والمفاعيل الخمسة ، والحال ، والتمييز ، والأفعال الناسخة ، والتوابع الأربعة : النعت ، والعطف ، والتوكيد ، والبدل.