ويبدو أنّ بيروت قد عرفت في حقبات تاريخيّة قصيرة بأسماء أخرى ، عدا عن الأقاب التي أطلقت عليها في أزمنة مختلفة. ويقول الأب لويس شيخو اليسوعيّ إنّه شاع لبيروت بين السريان خصوصا إسم" دربي" كما يرويه بر بهلول وبر علي في معجمهما. ثمّ يقول شيخو : و" دربي" إحدى مدن اليونان. ومن الأسماء التي عرفت بها بيروت في بعض الحقبات إسم" ورديدون". فلقد جاء في كتاب" تاريخ سورية" لجرجي ينّي : " ... أورد صاحب" سفر الأخبار" نصّ رسالة بعث بها زاميتاس قائد جيوش نيكوفورس فوقا ، قيصر القسطنطينيّة المعروف عند العرب باسم الشمقمق إلى الشودشاهان ملك أرمينية يخبره عن استخلاص بعض مدن سورية باسم مولاه. وقد ورد في تلك الرسالة ذكر بيروت باسم" ورديدون".
نشوء بيروت
يعتبر أكثر المؤرخين أنّ الجبيليّين هم الذين بنوا بيروت بعد مدينتهم جبيل ، ونسبوا بناءها إلى إلههم" إبل" وذلك بالاستناد إلى كلام سنكنيتن وننّوس وغيرهما من المؤرّخين القدماء. ويقول الأب لويس شيخو إنّ بيروت كانت أحد المراكز لعبادة البعل ، وهو الإله إبل نفسه ، يتزاحم فيها الأهلون لتأدية فروضات دينهم لهذا الإله في هيكل عظيم شيّدوه على إسمه. وبنوا له هيكلا آخر فوق مدينتهم على مسافة خمسة أميال منها كانوا يحجّون إليه زرافات ، ولا تزال آثار هذا المقام إلى يومنا بجوار قرية بيت مري وهي تعرف بدير القلعة.
إلّا أنّ هنري غيز الذي كان قنصلا لفرنسا في بيروت في أواسط القرن التاسع عشر ميلادي يقول : ما دمنا نفتقر إلى معلومات مفصّلة ، فلنكتف الآن