بالقول مع المصنّفين النصارى ، إنّ بيروت أسّسها جرسيه GERSE المعروف باسم جريس GERIS ابن كنعان الخامس. أمّا إذا أتّبعنا قول المصنّفين الوثنيّين فتكون" بيرووه"BEROE زوجة أوجيكس هي التي سمّتها" بيروتوس"BEROUTOUS.
لمحة موجزة عن تاريخها القديم
في عهدها الأوّل ، نشأت بيروت مدينة فينيقيّة مسوّرة مستقلّة ، ويعتبر أكثر الباحثين أنّ سورها كان في نفس المكان الذي كان يقوم فيه السور العربيّ والذي سنأتي على تحديد موقعه لاحقا. ونطالع أنّه في حوالى ٢٩٨٠ ق. م. أرسل أحد الفراعنة سفنه إلى الشاطئ الفينيقي لتجلب له خشبا من أرز لبنان. وفي سنة ٢٧٥٠ ق. م. غزا الملك سرجون الأكادي سوريا ووصل إلى ساحل البحر. وفي العام نفسه جهّز الفرعون شيهور من الأسرة الخامسة أسطولا غزا به السواحل الفينيقيّة. ثمّ خضعت بيروت للسيطرة الفرعونيّة منذ ١٨٥٠ ق. م. أي منذ بدء الفتوحات المصريّة الكبرى ، وكان الفينيقيّون حلفاء للمصريّين في عهد السلالة الفرعونيّة الثانية عشرة ، منذ تحوتمس الأوّل (نحو ١٥٣٠ ـ ١٥٢٠ ق. م.). ويعطي الدليل على قيام علائق طيّبة بين الفينيقيّين والمصريّين وجود ثلاثة صروح في بيروت ، أهمّها تمثال لأبي الهول ذي رأس بشري من الرخام الأسود والأبيض ، كتب بين قدميه الإسم الأوّل للفرعون أمنحوتب الرابع (١٣٧٢ ـ نحو ١٣٥٤ ق. م.). وفي سنة ١٣٠٠ ق. م. ترك رعمسيس الثاني نقشا على صخور نهر الكلب يروي عن إخضاعه للمدن الفينيقيّة. وتطالعنا المدوّنات بأخبار الغزوات الآشوريّة لبيروت وسائر المدن الفينيقيّة سنة ٨٥٨ وسنة ٨٢٤ ق. م. ؛ وأخبار الغزو