حكم إداريّ مركزيّ ، لا حياة ترجى فيه خارج بيروت. وأخذت بيروت تتّسع انطلاقا من وسطها في كلّ الاتّجاهات ، ويلاقيها توسّع ضواحيها باتّجاهها حتّى تلاقيا ، فغدت بيروت أكبر مدن لبنان من دون منازع.
ألقاب بيروت
لم نجد في تواريخ المدن اللبنانيّة أيّة مدينة أخرى ضاهت بيروت في تعدّد الألقاب التي أطلقت عليها منذ أقدم الأزمنة حتّى العصور الحديثة. فقد أطلق الفينيقيّون على بيروت لقب" المدينة الإلهة" وأحاطوها بكلّ مظاهر العبادة التي كانت شائعة في زمانهم وجعلوا لها معبدا باسم" بعلة بيريت" ، ويذكر الأب موترد اليسوعيّ في مقال له بمجلّة المشرق أنّ هذا المعبد كان يقع حيث تقوم اليوم كاتدرائيّة الأرمن المقابلة للسراي الكبير من الناحية الجنوبيّة ، وقد عثر في أرض المكان على قطع نقديّة فيها صورة الهيكل البيروتي ، وهي ترجع إلى الأمبراطور السوريّ" أليغابال" أي" إله الجبل" الذي عاش حاكما من سنة ٢١٧ إلى سنة ٢٢٢ م. ؛ وتروي الأساطير القديمة أنّ بيروت عرفت بلقب" بيروت الأبيّة والمجيدة" لأنّها ، كما يقول الأب لويس شيخو : لم تكن تستكين مطلقا لعدوّتها صيدا ، وكان أهلها ذوي شجاعة فائقة وإنفة ، لذلك يسمّيها كتّاب السجلّات بيروت المجيدة والأبيّة. أمّا ننّوس الذي بهرته بيروت فقد أغدق عليها بالألقاب فسمّاها" جذر الحياة" ، و" مرضعة المدن" ، و" كوكب لبنان" ، و" ميناء النعيم" ، و" ذات الجزر الجميلة والخضرة الغنيّة". كما عرفت بفضل معهدها الرومانيّ وأساتذة القانون فيه بلقب" أمّ الشرائع ومرضعتها" و" مرضعة الفقه". كما أرقنا لها ألقابا" مدينة الفقه" ، و" كرسي النّعم" و" مرضع الحياة". أمّا أبرز الألقاب التي أطلقت على بيروت في غضون القرن التاسع عشر فهو لقب" بيروت المربّعة" ، وهو اللقب الذي