مستقلّة إلى جانب اسم بيروت نفسها. وفي المدّة الأخيرة أدخلت الإدارات الحكوميّة البلدات الصغيرة المحاذية للمدينة من جميع جهاتها في تنظيم إداريّ جديد أطلق عليه اسم" بيروت الكبرى". أمّا بيروت موضوع بحثنا هنا فهي بيروت المحافظة الحاليّة من دون ضواحيها.
إسم بيروت
أقدم أثر ظهر فيه اسم بيروت هو كتابة هيروغليفيّة منقوشة على لوح من الأجرّ المشوي ، يحتفظ به المتحف البريطانيّ ، ذكرت فيه باسم" بيروتا" ، هذه الكتابة يرقى عهدها إلى الأسرة الثامنة عشرة من الأسر الفرعونيّة التي حكمت مصر في العهود القديمة. وقد تعدّدت الآراء والنظريّات حول أصل اسم بيروت ، فقد ذكر فريحة أنّه ورد ذكرها في رسائل تلّ العمارنة ـ BE ـ R TA ، وفي النقوش المصريّةBI *** ـ UR ـ TA ، وقد ورد في التوراة اسم BE ***EROTH وهي البيرة قرب رام الله. وفي حزقيّال BEROTHA قرب حماة ، وانتهى فريحة إلى ترجيح أن يكون أصل الإسم BRUOTA من الساميّة القديمة ومعناه" صنوبرة" ، كما احتمل أن يكون BE ***ROTH وهي كلمة آراميّة تعني" آبار" ، جمع بئر. أمّا حبيقة وأرملة فقد فضّلا إسم" صنوبرة". ولا تتوقّف الاجتهادات عند هذا الحدّ ، بل يقول بعض الباحثين بأنّ بيروت هو إسم إلهة جبيل ، وأنّ فيلون الجبيلي قد ذكرها في الفقرات الباقية من تاريخ سنكنيتن ، وهو يجمع بين إسمها واسم عشتروت معتبرا أنّهما إسمان لمسمّى واحد ، وقد أخذ العديد من الباحثين المحدثين بهذا الرأي ، فقد ذكر الأب مرتين اليسوعيّ أنّ الأساطير تقول إنّ اثنين من أعيان مملكة جبيل ، شاب وفتاة ، لمّا تزوّجا ، انتقلا من بلدتهما جبيل وسكنا في المكان الذي عرف في ما بعد باسم" بيروت" وهو اسم الزوجة ؛ ويقول آخرون بأنّ اسم بيروت قد اشتقّ من" بئروت" وهو