أعمدة نوافذ المزارات ويوقدون فيها السرج ليلا ونهارا. ومزارات بيروت القديمة عديدة أهمّها :
مزار سيّدة النوريّة : كان يقع في محلّة سوق النوريّة التي استمدّت اسمها من هذا المزار. ويروي التقليد أنّ أعجوبة حدثت على يد بعض المتعبّدين الذين يخدمون هذا المزار أدّت إلى شهرته ، فصار المؤمنون يتوافدون إليه من بيروت والمناطق للإيفاء بنذورهم.
مزار الخضر : ذكره" الكونت دي منيل" وقال إنّه رأى عند ما زاره في سنة ١٩٢٧ عمودا قيل إنّ القديسة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين أقامته هناك ، وإنّ المصابين بداء الروماتيزم كانوا يأتون إليه ويحتكون به ليشفوا شفاء عجائبيا من آلام هذا المرض العضال.
مزار الأوزاعي : يقوم في محلة الأوزاعي جنوبي غربي بيروت ، وعليه مسجد صغير وبقربه مسجد حديث كبير ، وقد ذكره صالح بن يحيى في" تاريخ بيروت" بقوله : وقبر الأوزاعي على ما أفاد أبو الفداء ، في تاريخ سنة وفاته ، في قرية على باب بيروت يقال لها حنتوس ويروى حنوش ، وهي في عهدنا مزار خارج المدينة في جنوبها الغربي. وكان من عادة الأمهات في القرن الماضي أن يحملن أطفالهن إلى هذا المزار للشفاء من مرض الشهقة.
زوايا بيروت الأثريّة
إنّ الزاوية ، وتسمّى أيضا" تكيّة" ، هي عرفا غير المسجد وغير المزار ، فهي بناء متواضع تحت قبّته مسجد يجتمع فيه طوائف من" المريدين" ، وهم أتباع شيخ الزاوية ، من أجل الصلاة وتلاوة الأوراد وإقامة الأذكار. والذكر هو إعادة دائمة لاسم الله تعالى بأوضاع وأشكال منوّعة. والزوايا ملجأ لأصحاب العاهات ومأوى لأبناء السبيل ، قد يجدون فيه من الطعام واللباس