برج أبي حيدر : أصل اسمه برج أبي هدير ، وبعد تحريف الإسم إلى برج أبي حيدر أصبحت المحلّة التي كان يقوم فيها تعرف باسمه ، وكان موقعه عند الجهة الشماليّة لدار سماحة المفتي المرحوم الشيخ مصطفى نجا ، وفي مجال تعليل سبب تسميته قيل إنّه كان يسمع من هذا البرج صوت يشبه الهدير بسبب علوّه ونفوذ الريح في مخارقه ، فسمّي ببرج أبي هدير. أمّا نحن فنعتقد أنّه منسوب إلى أسرة أبي هدير الموحّدة الدرزيّة التي لا يزال منها سلالة في نيحا الشوف ، وهي من بني خميس ، تربطها صلة نسب بعائلات غيث وفرحات وزويني وورد وأبو زين وعزّام وحسام الدين ، ولأسرة أبي هدير فرع في باتر ، والرّاجح أنّ جدود هذه الأسرة كانوا من حماة الثغور في بيروت. وقد تمّ العثور مؤخّرا أثناء الحفريّات على أوان فخاريّة صغيرة الحجم في منطقة برج أبي حيدر ، يعتقد أنّها تعود إلى العهد العثماني ، إذ شقّ فيها الأتراك سراديب أرضيّة تصلها بالمناطق المجاورة يوم بنوا فيها البرج ، كما أنّ الأحجام الصغيرة تشير إلى أنّ هذه القطع كانت تستخدم لتخزين العطور ومستحضرات التجميل. وقد بنى الأتراك في المحلّة مدرسة لتعليم الفتيات الخياطة والتطريز والأعمال اليدويّة ، وتمّ هدم المدرسة ١٩٥٣ بعدما اشترت مصلحة مياه بيروت العقار وشيّدت فيه خزّانات للمياه.
برج العريس : كان موقعه غربي محلّة البسطا التحتا ، وما زالت آثاره قائمة حتّى اليوم ، وكان يتّصل بمغارة قديمة يقال إنّها نافذة إلى محلّة المزرعة ، والواضح أنّه منسوب إلى أسرة العريس البيروتيّة ذات الأصول المغربيّة ، والتي منها أحمد العريس عضو مجلس ديوان بيروت في عهد ابراهيم باشا المصري ، وأحمد بك العريس معاون مفوّض الشرطة في العهد العثماني ، وغيرهما العديد من أصحاب المراكز الحسّاسة في تاريخ بيروت.