إذا قلّدت أطرافها العود زلزلت |
|
قلوبا دعاها للوساوس داعي |
كأنّهم في جنة قد تلاحقت |
|
محاسنها من روضة وبقاع |
يروحون من تغريدها وحديثها |
|
نشاوى وما تسقيهم بصواع (١) |
وبعد فالجوانب التي تعيب التشبيه ويتطرق منها القبح إليه أكثر من أن تحصى أو تستقصى ؛ فمنها ما أوردناه ومثلنا له ، ومنها ما يتطرق إليه من جوانب أخرى كاللفظ أو المعنى أو رداءة الصياغة والنسج أو قلق القافية في الشعر ، وما أشبه ذلك.
وكما ذكرت آنفا أنّ التشبيه من أكثر الأساليب البيانية دلالة على مقدرة البليغ ومدى أصالته في فن القول. فالبلغاء كانوا ـ وما زالوا ـ في كل زمان ومكان يتنافسون في اصطياده ، ويلقون بشباك خيالهم في محيطه ، ثمّ ينزعونها وإذا بعضها ملؤه اللآلىء والدرر! وإذا بعضها الآخر ملؤه الحصى والحجر!.
__________________
(١) الصواع بضم الصاد : المكيال.