إلى غير الفاعل الحقيقي لأن الذي يضرس ويطحن هو الحوادث والكوارث التي تقع في الزمان والأيام. فإسناد التضريس إلى الزمان والطحن إلى الأيام إذن مجاز عقلي علاقته «الزمانية».
٤ ـ قال المتنبي :
صحب الناس قبلنا ذا الزمانا |
|
وعناهم من أمره ما عنانا |
وتولوا بغصة كلهم من |
|
ه وإن سر بعضهم أحيانا |
ربما تحسن الصنيع ليالي |
|
ه ولكن تكدر الإحسانا |
كلما أنبت الزمان قناة |
|
ركب المرء في القناة سنانا (١) |
في البيت الثاني الفعل «سرّ» فاعله ضمير يعود على «الزمان» قبله ، وإسناد هذا الفعل إلى ضمير الزمان إسناد للفعل إلى غير فاعله الحقيقي ، لأن الزمان وهو الوقت لا يسر وإنما تسر الحوادث التي به. وإذن فإسناد السرور إلى الزمان مجاز عقلي علاقته «الزمانية». كذلك في كل من «تحسن الصنيع لياليه» وفي «تكدر الإحسانا» مجاز عقلي علاقته «الزمانية» ، فإسناد إحسان الصنيع وتكدير الإحسان إلى الليالي إسناد غير حقيقي ، لأن الذي يفعل ذلك هو الحوادث التي تقع في الليالي التي هي زمان. ومن أجل ذلك قلنا إن إسناد إحسان الصنيع وتكدير الإحسان إلى الليالي إسناد غير حقيقي ، لأن الذي يفعل ذلك هو الحوادث التي تقع في الليالي التي هي زمان. ومن أجل ذلك قلنا إن إسناد إحسان الصنيع وتكدير الإحسان إلى الليالي مجاز عقلي علاقته «الزمانية».
وفي البيت الأخير «كلما أنبت الزمان قناة» أسند إنبات القناة إلى الزمان أي إلى غير فاعله الأصلي ، لأن الزمان ليس في قدرته وطبيعته
__________________
(١) القناة : عود الرمح ، والسنان : نعله.