فأرادوا بالإصبع الأثر الحسن ، حيث يقصد الإشارة إلى حذق في الصنعة لا مطلقا ، حتى يقال رأيت أصابع الدار ، وله إصبع حسنة وإصبع قبيحة ، على معنى أثر حسن وأثر قبيح ونحو ذلك.
* * *
هذا وللمجاز المرسل علاقات شتى منها :
١ ـ السببية : وذلك بأن يطلق لفظ السبب ويراد المسبب ، نحو قولهم : «رعينا الغيث» أي المطر ، وهو لا يرعى ، وإنما يرعى «النبات» الذي كان المطر سبب ظهوره. ومن أجل ذلك سمى النبات غيثا ، لأن الغيث سبب وجود النبات وظهوره. فالعلاقة التي تمنع من إرادة المعنى الحقيقي في هذا المجاز المرسل هي «السببية».
ومنه قوله تعالى : (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ،) فالمجاز هنا في لفظة «الشهر» ، والشهر لا يشاهد ، وإنما الذي يشاهد هو «الهلال» الذي يظهر أول ليلة في الشهر ، والهلال سبب في وجود الشهر ، فإطلاق الشهر عليه مجاز مرسل علاقته «السببية».
ومنه كذلك قول السموأل :
تسيل على حد السيوف نفوسنا |
|
وليست على غير السيوف تسيل |
فالشاعر السموأل أراد بالنفوس الدماء ، لأنها هي التي تسيل على حدّ السيوف ، ووجود النفس في الجسم سبب في وجود الدم فيه ، فإطلاق النفوس على الدم التي هي سبب في وجوده مجاز مرسل علاقته «السببية».
* * *
٢ ـ المسببية : وذلك بأن يطلق لفظ المسبب ويراد السبب ، نحو : «أمطرت السماء نباتا» ، فذكر النبات وأريد الغيث ، والنبات مسبب عن