التمثيلية. والقرينة التي تمنع من إرادة المعنى الحقيقي قرينة حالية تفهم من سياق الكلام.
* * *
٤ ـ قال المتنبي :
ومن يجعل الضرغام للصيد بازه |
|
تصيده الضرغام فيما تصيدا |
«يقال مثلا للتاجر اختار مشرفا على متجره فنهبه واغتاله».
فالمعنى الحقيقي للبيت أنّ من اتّخذ الأسد وسيلة للصيد افترسه الأسد في جملة ما افترس. والمتنبي لم يستعمل البيت في هذا المعنى الحقيقي ، وإنّما استعمله مجازيا للتاجر اختار مشرفا على متجره فنهبه واغتاله ، لعلاقة مشابهة بين الحالين ، ولقرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقي.
وعلى هذا يكون البيت بتركيبه قد اشتمل على استعارة يقال في إجرائها : شبهت حال التاجر اختار مشرفا على متجره فنهبه واغتاله بحال من اتّخذ الأسد وسيلة للصيد فافترسه في جملة ما افترس من الصيد ، بجامع سوء البصر بما يستخدم ورجاء الخير مما طبع على الشر. ثمّ استعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة التمثيلية. والقرينة هنا كالقرائن السابقة حالية تفهم من سياق الكلام.
* * *
من هذا التحليل يتضح أنّ كل مثال من الأمثلة السابقة قد تألف من تركيب استعمل في غير معناه الحقيقي ، وأنّ العلاقة بين معناه المجازي ومعناه الحقيقي هي المشابهة ، وأنّ هناك دائما قرينة تمنع من إرادة المعنى