«يقال لمن يبعثر فيما ورثه عن والديه».
فالمعنى الحقيقي للبيت هنا هو أنّ من يستولي على بلاد بغير تعب وقتال يهون عليه تسليمها لأعدائه. والشاعر لم يستعمل البيت في هذا المعنى الحقيقي ، وإنّما استعمله مجازيا للوارث الذي يبعثر فيما ورثه عن والديه لعلاقة مشابهة بينهما ولقرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقي.
إذن في هذا التركيب الذي اشتمل عليه البيت استعارة ، وإذا شئنا إجراءها قلنا : شبهت حال الوارث الذي يبعثر فيما ورثه عن والديه بحال من استولى على بلاد بغير تعب وقتال فهان عليه تسليمها لأعدائه ، بجامع التفريط فيما لا يتعب في تحصيله في كل ، ثمّ استعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة التمثيلية. والقرينة حالية.
* * *
٣ ـ لا تنثر الدر أمام الخنازير.
«يقال لمن يقدم النصح لمن لا يفهمه أو لمن لا يعمل به».
المعنى الحقيقي لهذا التركيب هو النهي عن نثر الدر أمام الخنازير. وهذا التركيب لم يستعمل للدلالة على هذا المعنى الحقيقي ، وإنّما استعمل مجازيا لمن يقدم النصح لمن لا يفهمه أو لمن لا يعمل به ، لعلاقة مشابهة بينهما. والقرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقي.
فالتركيب هنا استعاري وفي إجراء استعارته يقال : شبهت حال من يقدم النصح لمن لا يفهمه أو لمن لا يعمل به بحال من ينثر الدرّ أمام الخنازير ، بجامع أنّ كليهما لا ينتفع بالشيء النفيس الذي ألقي إليه ، ثمّ استعير التركيب الدال على المشبه به للمشبه على سبيل الاستعارة