والاستعارة المجردة هي ما ذكر معها ملائم المستعار له ، أما الاستعارة المرشحة فهي ما ذكر معها ملائم المستعار منه.
وقد يجتمع التجريد والترشيح في الاستعارة كقول زهير السابق :
لدى أسد شاكي السلاح مقذّف |
|
له لبد أظافره لم تقلّم |
فالاستعارة هنا في لفظة «أسد» و «شاكي السلاح» تجريد لأنه وصف يلائم المستعار له أي المشبّه ، وهو الرجل الشجاع ، وباقي البيت «له لبد أظافره لم تقلم» ترشيح ، لأنه وصف يلائم المستعار منه أي المشبّه به ، وهو الأسد الحقيقي.
وبعد أن يستوفي القزويني الكلام عن الاستعارة على النحو السابق نراه يعود إلى القسم الثاني من المجاز ، وهو المجاز المركب فيعرفه بأنه «اللفظ المستعمل فيما شبّه بمعناه الأصلي تشبيه التمثيل للمبالغة» ، كما يقال للمتردد في أمر : «إني أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى». وهذا التمثيل على سبيل الاستعارة ، بمعنى أن حال المتردد في أمره يشبه حال من يقدم رجلا ويؤخر أخرى. إذن هذا التركيب «إنّي أراك تقدّم رجلا وتؤخر أخرى» قد استعمل استعمالا مجازيا لا حقيقيا ، لأن المتردد في أمره ، قد يبدو عليه التردد دون أن يقدم رجلا ويؤخر أخرى فعلا. والعلاقة هنا هي علاقة المشابهة بين حال المتردد وحال من يقدم رجلا ويؤخر أخرى.
وهذا النوع الذي سمّاه القزويني «التمثيل على سبيل الاستعارة» عرف فيما بعد باسم «الاستعارة التمثيلية». وقد اقترب القزويني من هذا التعريف عند ما قال : «وقد يسمى التمثيل مطلقا ، ومتى فشا استعماله كذلك سمّي مثلا».
بعد ذلك عقد الخطيب القزويني فصلا خاصّا للاستعارة المكنية قال